سمات المجتمع المتعاون
المجتمع الحي، هو المجتمع الذي بني أمره على
التعاون والتكاتف، فكل فرد منه يعاضد الآخر في حوائجه، ويشاركه في أحزانه وأفراحه،
فترى إنه إذا نزلت نازلة على أحد هبّ الجميع لمنازلتها وعلاجها، وإذا احتاج فرد
إلى حاجة سعى الكل لقضائها وإنجاحها.
ومن المعلوم ان أمر المجتمع قائم على التبادل، فمن
سعيت له سعى لك، ومن شاركته همومه يشاركك همومك... وهكذا.
وفي الحقيقة ان الذي يهتم بأمور الآخرين إنما يهتم
بأموره، وكل من ينفرد بحوائج نفسه ويتخلى عن الناس، فإنما يتخاذل عن نفسه، إذ لا
يعير له أحد أي اهتمام، ولا يسعى له في حاجة.
ومن جانب آخر فانه كلما زاد تعاون الأمة، زاد
رقيها، والعكس بالعكس فانه كلما انفصمت الأواصر بينهم، كثر الخمول والانحطاط، ودب
اليأس في صفوفها، وقد أكد الإسلام على السعي الحثيث في قضاء الحاجات ورغّب فيه
بشدّة، وجعل لذلك ثواباً كثيراً وجزاءً جميلاً، فعن الإمام السجاد(عليه السلام)
قال:”من
قضى لأخيه حاجته، فبحاجة الله بدأ وقضى الله له بها مائة حاجة في إحداهن الجنة،
ومن نفّس عن أخيه كربه، نفّس الله عنه كرب القيامة بالغاً ما بلغت..”.
وقال الإمام الصادق(عليه السلام):”ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلاّ ناداه الله: عليّ
ثوابك ولا أرضى لك بدون الجنة”
إذن علينا أن نكثف نشاطاتنا من أجل إعادة التعاون
إلى ساحة الحياة وحل مشاكل الناس، والقضاء على جميع الأزمات عن طريق إعادة الأخوة
والمحبة وبناء الأمة الإسلامية الواحدة لكي تعم السعادة كل الحياة.
تنمية مجتمع
2013قراءة
2019-01-24 09:05:03