العمل البنّاء : قيمةٌ وعبادة
إنّ كل من يعكف على عملٍ في المجتمع يكون عاملًا بهذا المعنى، بما في ذلك الأعمال الإنتاجيّة والخدماتيّة والإداريّة والعلميّة، حيث يدخل الجميع في عداد العمال. فالمدير في عمله الإداريّ عاملٌ، وكذلك أستاذ الجامعة، وأستاذ الحوزة، والطالب الجامعيّ، وطلبة العلوم الدينيّة، وكلّ من يمارس هذه الأعمال، بما فيها الأعمال الدينيّة والتبليغيّة، يُعتبر من العمّال بهذا المعنى.
وإنّ العمل بهذا المفهوم له من البركات ما لا يوجد في أيّ شيءٍ آخر. والعمل بهذا المعنى الواسع الذي ذكرناه بنّاءٌ، يؤدّي إلى بناء الإنسان من جانب، وبناء المجتمع والآخرين من جانبٍ آخر، ولهذا فهو من القِيَم. والبطالة والتكاسل وتضييع الوقت في غير محلّه ومن دون فائدةٍ، وإهدار الطاقات الشبابيّة والفكريّة والبدنيّة مذمومةٌ ومضادّةٌ للقيم. هذا هو منطق الإسلام. فإنّه أيّما أحدٍ يُنجز عملًا في أيّ مكانٍ، إنّما يقوم بإنجاز قيمةٍ من القِيَم، ولو كان عمله لوجه الله، يكون عبادةً، وينال عليه الأجر والثواب.
• حقّ العمل
والتوصية العامّة في إطار هذا المفهوم هي توسيع دائرة العمل، فلنوصِ الجميع بأن يقوم كلّ فردٍ أينما كان، بإنجاز عملٍ، ورفع مستوى جودته، وأداء حقّه. فالطالب الجامعيّ على سبيل الفرَض، إن كان مُعرِضًا عن الدراسة، لم يؤدِّ حقّ عمله، وكذلك أستاذ الجامعة إن لم يخصّص وقتًا للتدريس، ولم يعدّ نفسه لذلك، ولم يطالع، ولم يوفّر فرصةً لهذا الأمر، لم يؤدِّ حقّ عمله، والشخص الذي عُهدت إليه مسؤوليّةٌ – سواء أكان وزيرًا أو مديرًا أو نائبًا في المجلس – إن لم ينذُر نفسه لهذا العمل، لم يؤدِّ حقّه. فأن نتولّى مسؤوليّة إدارةٍ معيّنةٍ، ولكن لا ننذُر أنفسنا ولا نخصّص وقتنا ولا نبذُل بالغ طاقتنا لأداء هذه المسؤوليّة التي عُهدَت إلينا، وننشغل بأمورٍ أخرى، لا نكون قد أدّينا حقّ هذا العمل.
من كلمة الإمام القائد السيّد عليّ الخامنئيّ (دام ظلّه)، في حشود العمّال بمناسبة أسبوع العامل عام 2016
تنمية مجتمع
2144قراءة
2020-05-01 00:35:07