مراحل الحزن الخمسة

نموذج كيوبلر روس
مراحل الحزن الخمسة -والمعروفة أيضًا باسم نموذج كيوبلر روس- هي إطارٌ نفسيٌّ يُستخدم لفهم ردود الفعل العاطفيّة التي يمرّ بها الأشخاص عند مواجهة الفقدان أو الأزمات الكبرى، مثل فقدان الأحبّاء، أو تلقّي خبر تشخيصٍ بمرضٍ خطيرٍ، أو حتّى التعامل مع تغييراتٍ كبيرةٍ في الحياة.
 
هذه المراحل الخمسة لا تحدث بالضرورة بترتيبٍ معيّنٍ أو بنفس الوتيرة لدى جميع الأفراد، ولكنّها توفّر خريطةً عامّةً لمشاعر الحزن والتكيّف معها.

_ الإنكار
في هذه المرحلة، قد يجد الشخص صعوبةً في تقبّل الواقع الجديد، فيرفض تصديق ما يحدث وكأنّه يحاول حماية نفسه من الصدمة العاطفيّة. يمكن أن يظهر الإنكار بعدّة أشكالٍ، مثل تجاهل المعلومات، أو محاولة تجنّب الحديث عن الموضوع، أو حتّى الإصرار على أنّ كلّ شيءٍ سيكون على ما يرام رغم الأدلّة التي تشير إلى العكس.

_ الغضب
مع مرور الوقت وتفكّك آليّات الإنكار، قد يظهر الغضب كاستجابةٍ طبيعيّةٍ للألم الداخليّ. قد يسأل الشخص نفسه "لماذا حدث هذا لي؟" أو يلوم نفسه أو الآخرين على الظروف المحيطة. هذا الغضب يمكن أن يكون موجّهًا نحو الأحبّاء، الأطبّاء، أو حتّى الظروف الحياتيّة. المهم في هذه المرحلة هو فهم أنّ الغضب جزءٌ طبيعيٌّ من عمليّة الشفاء.

_ المساومة
في هذه المرحلة، يحاول الشخص التفاوض أو المساومة من أجل تغيير الوضع أو الحصول على "مهلةٍ" إضافيّةٍ، سواء كان ذلك من خلال الصلوات أو التفكير بأنّه يمكن تغيير الظروف بطريقةٍ ما. على سبيل المثال، قد يقول الشخص "لو فقط فعلت كذا وكذا، لكان الأمر مختلفًا." إنّها محاولةٌ لاستعادة السيطرة على الموقف والشعور بالأمان.

_ الاكتئاب
عندما يبدأ الشخص في قبول أنّ التغيير أو الفقدان أمرٌ لا مفرّ منه، قد يدخل في مرحلةٍ من الحزن العميق أو الاكتئاب. هذه المرحلة تتميّز بمشاعر اليأس، والفراغ، والعزلة. قد يفقد الشخص اهتمامه بالأنشطة اليوميّة أو يتعرّض لموجاتٍ من الحزن الذي يبدو مستمرًّا.

_ القبول
المرحلة الأخيرة من النموذج هي القبول، حيث يبدأ الشخص في التكيّف مع الواقع الجديد. هنا، يكون الفرد قد مرّ بتلك المراحل الصعبة وتمكّن من إيجاد نوعٍ من السلام الداخليّ مع الوضع. لا يعني القبول السعادة أو أنّ الأمور أصبحت "طبيعيّةً"، بل هو الوصول إلى نقطةٍ من الهدوء النسبيّ والتصالح مع ما حدث.

من الطبيعيّ جدًّا أن يشعر الشخص بتقلّباتٍ كبيرةٍ في المشاعر أثناء المرور بهذه المراحل، وليس من الضروريّ أن يتّبع أيّ شخصٍ هذا الترتيب أو أن يمرّ بجميع المراحل. كلّ شخصٍ يتعامل مع الحزن والفقد بطريقته الفريدة والجميل في الأمر أنّك حكمًا ستخرج منها أقوى.