الري التكميلي
تعاني الدول النامية في الوقت الراهن وفي المستقبل المنظور من مشكلة التزايد السكاني وهي مشكلة ذات دلالات خطيرة، لأنها تترافق في انعكاساتها ونتائجها مع العجز الكبير في توفير المواد الغذائية اللازمة وخاصة محاصيل الحبوب التي لا يكاد إنتاجها الفعلي في هذه الدول أن يغطي نسبة 20% من الاحتياجات الحقيقية للسكان، ونحن ندرك تمام الإدراك أن الحل الجذري لهذه المشكلة يتمثل بالعمل على مستويات عديدة أهمها:
- ترشيد استخدام مياه الري.
- الاستفادة من مياه الصرف الصحي المكررة.
- التوسع في استعمال أساليب حصاد المياه.
وهكذا نجد أن هذه الحقيقة الملموسة لمحدودية المصادر المائية تملي علينا الاستخدام الامثل وعلى أفضل وجه لهذه المصادر في المجال الزراعي. ويتمثل ذلك بالنسبة لزيادة إنتاجية محاصيل الحبوب بالقيام بإجراءات عملية تتركز على تحسين برامج إدارة مياه الري بطرق عديدة منها الري التكميلي.
يعرف الري التكميلي بأنه إضافة كمية من مياه الري إلى مقدار الهطول المطري وذلك خلال مراحل النمو المختلفة لمحاصيل الحبوب موزعة حسب حاجة النبات مع مراعاة تحقيق الاحتياجات المائية لهذه المحاصيل بهدف الحصول على إنتاج جيد في وحدة المساحة.
ويتسم الري التكميلي بالأهمية خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة التي يعاني من قلة المصادر المائية لان الإنتاج يتأثر بالتذبذب السنوي للأمطار، إذ أنه عند إدخال الري التكميلي إليها فإن هذه المشكلة لن تكون احد الاسباب المؤدية إلى تدني الإنتاج.
تقسم الزراعات في لبنان من حيث استعمال المياه إلى قسمين:
- الزراعات المروية.
- الزراعات البعلية.
وإذا ما أضفنا إلى الزراعات البعلية كمية من مياه الري، يمكن أن تضاعف الإنتاج يكون المزارع اللبناني بصدد تطبيق تقنية الري التكميلي.
لماذا يجب أن يلجأ المزارع اللبناني إلى الري التكميلي؟
هناك عدة عوامل تدفع المزارع إلى اعتماد الري التكميلي، يمكن ايجازها على النحو التالي:
- المناخ: إن مناخ لبنان متوسطي غني بأمطار موسمية غزيرة وبموسم جفاف حار. إلا أن الأمطار غير موزعة بالتجانس على مدار السنة ولا على جميع المناطق بالتساوي.
- النقص في وجود إنشاءات مائية: بإستثناء بعض شبكات التوزيع الموجودة على بعض الينابيع، تبقى المنشآت المائية محدودة ولا تغطي مساحات كبيرة.
أثر الري التكميلي على القطاع الزراعي في لبنان
1. على مستوى المحصول
- الوصول به إلى مرحلة النضوج.
- تخليصه من الهلاك لا سيما في السنوات الحارة.
2. على مستوى الإنتاج
- مضاعفة الإنتاج( يعطي هكتار القمح البعلي 1.5 طن و 4 طن حسب الري التكميلي).
- توسيع المساحات المزروعة.
- الحصول على نوعية إنتاج أفضل.
3. على المستوى الاقتصادي
- تخفيض كلفة الإنتاج.
- جعل الزراعة ذات مردود وجدوى اقتصادية.
4. على المستوى الإجتماعي
- تأمين مداخيل أفضل للمزارعين من أرضهم.
- تعلق المزارع بأرضه واستقراره فيها.
تنمية مجتمع
1296قراءة
2016-01-08 18:43:07