الطّاقة المستدامة الآن
إنّ العالم لم يكن قَطّ أقرب إلى تحقيق الحلم بمستقبل الطّاقة الأكثر استدامةً وأمناً من حاله اليوم.
فالطّاقة المتجدّدة من الرّياح والشّمس أصبحت قادرةً على منافسة الطّاقة المولّدة من الوقود، وانخفضت أسعار النّفط إلى مستوياتٍ غير مسبوقةٍ منذ سنواتٍ من التّدنّي.
وهذه التّطوّرات تضعنا على حافّة تحوّلٍ في الطّاقة العالميّة.
ففي العديد من البلدان، سوف تكون الخطوة التّالية إعداد شبكات الكهرباء لاستيعاب مستوياتٍ عاليةٍ من الطّاقة المتجدّدة المتغيّرة مثل الطّاقة الشّمسيّة وطاقة الرّياح. وبفضل انخفاض تكاليف الألواح الشّمسيّة وتوربينات الرّياح، يشهد هذا الشكلان من أشكال الطّاقة وتيرة توسّع أسرع من كل التّوقّعات.
فـوفقاً لتقريرٍ حديثٍ صادرٍ عن البنك الدّولي، وضعت 144 دولة بدايةً من عام 2014 خططاً وطنيّةً للتّوسّع في استخدام الطّاقة المتجدّدة، كما وضعت نحو 100 دولة أهدافاً وحوافز محدّدة. وفي غضون سبع سنواتٍ فقط، من عام 2006 إلى عام 2013، تضاعفت قدرة طاقة الرّياح على مستوى العالم إلى أربعة أمثالها، في حين سجّل استخدام الألواح الضّوئيّة نمواً بلغ عشرين ضعفاً تقريباً. وكلّ الدّلائل تشير إلى أنّ وتيرة تبنّي الطّاقة المتجدّدة تتسارع بوضوح.
إنّ مصطلحات مثل "الطّاقة المستدامة" و"الطّاقة المتجدّدة" كثيراً ما تستخدم بالتّبادل. ولكن لعلّنا في احتياجٍ إلى تعريفٍ أوسع. إنّ الطّاقة المستدامة حقاًّ ليست نظيفةً فحسب مع أدنى حدٍّ من التّأثير على التّلوّث وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بل لا بدّ أيضاً أن تكون في متناول الحكومات والمواطنين على حدٍّ سواء؛ وهي موثوقة، حيث تستمدّ من مصادر يمكننا الإعتماد عليها لعقودٍ قادمةٍ من الزّمان؛ وهي تساهم في تحقيق الإزدهار المشترك، من خلال جلب الخدمات والمنافع إلى كلّ أفراد المجتمع.
وبفضل انخفاض أسعار النّفط، والإقتصاديّات الضّخمة في قطاع الطّاقة المتجدّدة، بات من الممكن الآن تحويل هذه الرّؤية إلى واقعٍ ملموس.
تنمية مجتمع
1317قراءة
2016-01-08 20:39:02