التربية البيئية في الإسلام
إنّ تفاقم المشكلات البيئية وما يترتب عليها من مخاطر تهدّد كل الكائنات على السواء، أصبح من الأمور الّتي تستوجب من الجميع المشاركة الفاعلة فى مواجهة تلك المشكلات البيئية ( تلوث الهواءـ تلوث الماءـ التلوث الاشعاعى ـ التلوث الضوضائى ـ تلوث التربة ـ تلوث الغذاء إلخ..)
واذا كانت التربية تعدّ الأداة ذات الأثر بعيد المدى فى تنشئة وإعداد الأجيال إعداداً تربوياً يتفق والقيم الأصيلة، ويؤصل لدى الأجيال مفاهيم خلقية ، واجتماعية تحض على احترام البيئة وتقديرها ، ممّا أعطى المؤسسات التربوية ( المدارس ، والجامعات ، والمساجد ، والكشاف، والنوادى ...الخ ) دوراً بارزاً في تحقيق هذا الهدف الأسمى .
ويمكن تعريف التربية البيئية في الإسلام بأنّها :
"النشاط الإنساني الذي يقوم بتوعية الأفراد بالبيئة وبالعلاقات القائمة بين مكوناتها، وبتكوين القيم والمهارات البيئية وتنميتها على أساس من مبادئ الإسلام وتصوراته عن الغاية الّتي من أجلها خلق الإنسان، ومطالب التقدم الإنساني المتوازن ".
وفى ضوء هذا التعريف للتربية البيئية من منظور إسلامي يجب أن يكون هناك تفاعل إيجابي بين الإنسان والبيئة، وأن يكون ذلك التفاعل شاملاً ولا يقتصر على زمان معين أو مكان معين. وتتضح حاجتنا الماسة إلى وجود التربية البيئية بصورة تطبيقية وليست نظرية فى عصرنا الحالي، وهذا يستدعي توحيد الجهود بين مؤسسات المجتمع المختلفة.