12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات المتنوعة >> يوم الإسلام

يوم الإسلام

 

يوم القدس هو يوم الإسلام


إنطلاقاً من وعي الإمام الخميني (قده) لأهمية القضية الفلسطينية كقضية مركزية في حياة الأمة الإسلامية و كون القدس يمثل العنوان و الرمز لهذه القضية .و إدراكاً منه (قده) لحجم الأخطار و المؤامرات التي تتعرض لها هذه القضية و رمزها من قبل الصهاينة الإرهابيين المدعومين من أميركا و الغرب عموماً,و نظراً لحاجة هذه القضية لأكبر عملية إستنهاض في الأمة تستطيع أن تواجه من خلالها الأمة عملية مراجعة ذاتية إلى صفو العلاقة بالله تعالى و الإرتباط الخالص به , من خلال الإستغفار و الدعاء و التوبة و التهجد و العبادة و يتوصلون فيه إلى تقوية إرادتهم من خلال الصوم الذي يشكل مدخلاً لترويض النفس و صداً لها عن كثير من المباحات فضلاً عن المحرمات .

و لأن الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك تشكل الذروة في هذا الشهر و تداعياته الروحية و العبادية عند الإنسان المسلم , لما تتضمن من ليالي القدر العظيمة .

كان إختيار الإمام الخميني لهذا الظرف الزمني (الخاص جداً) و الذي يختزن فاعلية فائقة و مستوى متقدماً من التعبئة و القابلية للتفاعل مع قضايا الأمة الكبرى , و دعا إلى إعتبار يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس.

و في هذه التسمية يكمن الهدف الإستنهاضي الكبير الذي أراده الإمام منطلقاً لتحريك المسلمين بإتجاه الحياة لهذه القضية بعد أن كادت تختزل في دائرة ضيقة على المستوى الوطني الفلسطيني , و بعد أن أستهدفت بمشاريع التسوية و الصفقات المشبوهه.

لقد أعلن الإمام الخميني(قده) الدعوة إلى إحياء القدس في السنة الأولى لإنتصار الثورة الإسلامية في إيران , فكان يوم 7/8/1979 .و في هذه دلالة على إحتلال القدس و قضية فلسطين مكانه متقدمه في أولويات و أهتمامات الإمام(رض).

و هو الذي لم ينسى قضية فلسطين حتى في غمرة المواجهة مع الشاه, بل أعتبر أن إحدى أهم المسائل التي دعته للثورة و التصدي لنظام بهلوي هو إقامة العلاقات مع إسرائيل و تزويدها بالبترول الإيراني . و يذكر هنا أن الخطوة الأولى التي قامت بها الثورة الإسلامية بتوجيه من الإمام بعد إنتصارها هو تحويل سفارة إسرائيل إلى سفارة فلسطين , و غني عن الشرح ما لهذه الخطوة من دلالات و معان عميقة.

لقد أراد الإمام أن يكون يوم القدس يوماً عالمياً ليس فقط للقدس و ليس فقط لفلسطين كلها . بل أراده أن يكون يوماً لإحياء الإسلام وصولاً إلى إعتباره يوماً للمواجهة بين المستضعفين و المستكبرين .

((يوم القدس ليس فقط يوماً لفلسطين ,إنه يوم الإسلام , يوم يجب أن تتحد مصائر الشعوب المستضعفة , يوم يجب فيه أن تعلن الشعوب المستضعفة عن وجودها في مقابل المستكبرين )).

((يوم القدس , يوم حياة الإسلام , يجب أن يصحو المسلمين و أن يدركوا مدى القدرة التي يملكونها سواء المادية منها أم المنوية , إن تعداد المسلمين مليار مسلم , و هم يملكون دعماً إلهياً, و الإسلام سندهم, فمن أي شيء يخافون ؟)).

((إنه يوم إمتياز الحق عن الباطل , يوم إنفصال الحق عن الباطل)).

و هكذا نجد تجسيداً عالياً لحركة الإستنهاض عند الإمام في هذا النموذج الحي الذي ما زال يتفاعل في واقع الأمة, و الذي إستطاع ليس فقط أن ينتج إستهاضاً في فلسطين و لبنان بل أستطاع أن يعيد لقضية فلسطين حضورها القوي و المؤثر في وجدان المسلمين على أمتداد العالم الإسلامي , كما انه ساهم في بالتأكيد في تزخيم حركة المقاومة في لبنان فكان الإنتصار ثمرة أولى من ثمار التزخيم و الإستنهاض , و كانت المقاومة و الإنتفاضة المجاهدة في فلسطين ثمرة أخرى من ثماره.

برامج
1851قراءة
2015-11-23 19:51:53

تعليقات الزوار


doha tarhini