مهتدي ينتظر الإفطار
في أحد أيام شهر رمضان المبارك، كان مهتدي صائماً، وقبل الغروب أحسّ بجوع شديد، فبدأ يحدّث نفسه بأنه سيعوض عند الإفطار، وسيأكل الطعام اللّذيذ والحلوى.
وبينما هو على هذه الحال، سمع صوت جرس المنزل يقرع: طن، طن.
فقال مهتدي محدّثاً نفسه بصوت خافت: من الطارق في مثل هذا الوقت؟!
فتح والد مهتدي الباب، فإذا هم أقرباء العائلة، فرحّب بهم: أهلاً وسهلاً، تفضلوا.
شعر مهتدي بالقلق، وسأل والدته: من هؤلاء؟
فقالت له أمه: إنهم أقرباء لنا، كانوا في المدينة فمرّوا بنا.
فقال مهتدي: وهل سيبقون طويلاً؟
فأجابته أمه: لست أدري.
اقترب موعد الإفطار والضيوف ما زالوا في المنزل، وهذا ما زاد قلق مهتدي، فقال: الضيوف ما زالوا هنا!؟
فسألته أمه: وماذا في الأمر؟
فقال مهتدي: هذا يعني أنهم سيفطرون عندنا.
فقالت له: وهل أنت بخيل إلى هذه الدرجة؟
بدأت الأم بتحضير طعام الإفطار، وطلبت من ابنتها سلمى أن تساعدها، إلا أنها شعرت بأن سلمى تفكر في شيء ما، فسألتها: ما بك يا سلمى؟
فقالت سلمى: أسمعتِ ما قال مهتدي: إنه لا يرغب في بقائهم للإفطار معنا!
عندها توجهت الأم بالسؤال إلى مهتدي: ولمَ يا مهتدي؟
أجاب مهتدي: أودّ أن نلتذّ بتناول طعام الإفطار وحدنا.
فقالت له الأم: إذاً، تناول إفطارك وحدك.
قال مهتدي: أنا لا أقصد.. بل أخشى أن لا يبقى لدينا شيء، فأنا جائع جداً.
سمع والد مهتدي الحديث، فتقدم نحوه وقال: يقول الرسول (ص): من فطّر صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه.
فقال مهتدي مندهشاً: حقاً؟
وهنا سارعت الأم في القول: على كلٍّ لا تخف، فلدينا الكثير من الطعام بحمد الله.
شعر مهتدي أنه أخطأ في تصرفه، فقال: أنا خجل مما فكرت فيه.. سامحوني.
وهكذا تابع الجميع تحضير الطعام، وتناولوا فطوراً طيباً وهنيئاً، وشكروا الله على نعمه وخيراته.
المفهوم: علينا أن نهتم بتفطير المؤمنين ولو بالشيء القليل، ولا نبخل في ذلك، فتفطير المؤمنين مستحب جداً وله أجر عظيم عند الله.
أمانة برامج الجوالة والكشافة
4327قراءة
2016-01-20 18:57:24