أثمن مواردنا (1)
إنّنا نعيش في عصر التكنولوجيا والسرعة والأرقام، وإيقاع حياتنا عبارةً عن صورةٍ تحاكي العصر الذي نعيش فيه، فنحن نبتهج للسعة بدلًا من العمق، ولردّ الفعل السريع بدلًا من التفكير المتأنّي، ونأخذ ظواهر الأمور بدلًا من باطنها، ونتسابق مع أنفسنا طوال حياتنا دون التوقّف للتفكير في ماذا نريد؟ وأين نريد الذهاب؟
تأمّل في هذه الجمل:
• تحضر اجتماعًا مدّته أربع ساعاتٍ، ولا تضيّع فيه ثانيةً واحدةً إلّا وتستغلّها، ولكن في الساعة الأخيرة يهبط مستوى طاقتك هبوطًا حادًّا بحيث يضيع تركيزك.
• تخصّص وقتًا لعائلتك عندما تعود إلى منزلك في آخر النهار، ولكنّ الأفكار المتعلّقة بالعمل والتي لم تمنحها عنايتك تتجاذبك طوال الوقت.
• تسابق الوقت في عملك وتنجز ببراعةٍ في بداية النهار، ولكن في منتصف النهار تتحوّل إلى إنسانٍ لجوجٍ ومنفعلٍ.
كلّ هذه الأمور تستنفد طاقتنا فنبدأ باللجوء إلى حلولٍ وخياراتٍ دون تفكيرٍ، فتساعدنا على نسيان همومنا، ولكنّها في المقابل تستنفد طاقتنا مع مرور الوقت. فخلال يومنا نفتخر بقدرتنا على القيام بالعديد من المهام والمشاغل، ونحمل على صدورنا شاراتٍ وأوسمة شرفٍ للعمل لساعاتٍ طويلةٍ، ولكنّنا نظلّ نردّد أنّ الوقت قصيرٌ ونحتاج إلى وقتٍ أكثر لإنجاز كلّ الأعمال والمهام، فنلجأ إلى حشر أكثر ما يمكننا حشره من أعمالٍ في كلّ يومٍ. ونستنتج متأخّرين أنّ تدبّر الوقت ليس بالشيء الصعب بقدر بذل الطاقة الكافية للقيام بكلّ الأعمال.
إنّ كلّ ما نفعله من اتخاذ قراراتٍ، مكالمة زميلٍ... يحتاج إلى طاقةٍ، فقد نظنّ أنّ الأمر بديهيٌّ ولا يحتاج إلى تفسير، ولكن الذي لم نأخذه في الحسبان هو أهميّة الطاقة في العمل وفي حياتنا الشخصيّة، فإذا لم تتوفّر الكميّة المناسبة من الطاقة لكلّ نشاطٍ، فسنقع في ما يسمّى بالفشل. فالمقياس الأساسيّ في حياتنا ليس كم أنفقنا وقتًا، بل كم استثمرنا من الطاقة في هذا الوقت.
أمانة برامج القادة
1822قراءة
2019-12-30 11:45:03