بعث الله نبيَّه محمّدًا صلّى الله عليه وآله في المرحلة الأولى من نبوَّته رسولًا خاصًّا إلى عشيرته الأقربين، وهم بنو عبد المطَّلِب. وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام ويختار الذي يقبل منه دعوته ونُصرته، وزيرًا له ووصيًّا وخليفة، فأنزل الله عليه: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ * وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } . فجمعهم النّبيّ صلّى الله عليه وآله وكانوا أربعين رجلًا، فيهم أعمامه أبو طالب والحمزة والعبّاس وأبو لهب، ودعاهم إلى الطّعام، ثمَّ تكلَّم رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: "يا بني عبد المطَّلب؛ إنّي قد جئتكم بخير الدّنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيّكُم يؤازرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟" فأحجم القوم عنه جميعًا. فقال الإمام علي عليه السلام، وكان أصغر القوم: "يا نبيّ الله، أكون وزيرك عليه؟، فقال له النّبي صلّى الله عليه وآله: اجلس. ثمّ أعاد مقاله ثلاث مرّات. حتّى إذا كانت الثّالثة، أخذ النّبي صلّى الله عليه وآله برقبة الإمام عليه السلام وقال: "إنَّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا". فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: "أطِع ابنك، فقد أمَّره عليك".
مرشدات المهدي
2738قراءة
2016-12-14 11:13:59