عُقد زواجُ النّورين في الجنة قبل أن يعقد في الأرض، " لقد شاء لهما أن يلتقيا كما يلتقي بحران كبيران ليقدّما أطهر اللآلئ"[1]
فلقد تقدّم علي (عليه السلام) لخطبة مولاتنا الزهراء (عليها السلام) ، وهو لايملك من المهر سوى ثمن درعه البالغ أربعمئة وثمانين درهمًا. أخذ الرسول (صلّى الله عليه وآله) المهر وقسّمه ثلاثة أقسام: قسم للجهاز وآخر للطيب والعطر، وقسم ثالث أعاده لعلي (عليه السلام) قبل الزفاف كي يستعين به على تهيئة الطعام.
أُجريت الخطبة وبدأ شراء الجهاز، فدفع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالقسم الخاص بالجهاز إلى عمار بن ياسر وسلمان طالبًا منهما شراءه.
تمّ شراء الجهاز وكان عبارة عن " قميص، وغطاء للرأس، ودثار، وسرير من خشب، وفراشين من ألياف النخل، وغطاء من الصوف، وحصير ومطحنة،..."[2] شهرٌ انقضى والعريس يريد عروسه- فهذا عليٌ قاهر العرب والعجم، داحي باب خيبر، من لم يخش الموت، الذي نام على فراش الرسول (صلى الله عليه وآله) _ الحياء والخجل مسيطرانٌ عليه ولم يستطع التحدّث بالموضوع مع الوالد. شاء القدر الإلهيّ وتحدّد موعد الزفاف. تزيّنت الزهراء (عليها السلام) وارتدت ثوب الزفاف، كما حضّر الرسول (صلى الله عليه وآله) التمر المفروك بالسمن كحلوًى للعرس،...وبعد انقضاء قسم من الليل تناول الضيوف العشاء وغادروا البيت. فطلب الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى نساء بني هاشم ونساء المهاجرين والأنصار، أن يمشين برفقة فاطمة حتى يوصّلنها إلى بيت علي (عليه السلام) وأوصاهنّ بالشّدو والجهر بالتكبير محذّرًا إياهن من ترديد كلماتٍ لا ترضي الله. وانتقلت فاطمة (عليها السلام) إلى البيت الزوجي لتعيش حياة ملؤُها السعادة والقناعة محاطة بعظمة الزهد وبساطة العيش فكانت تُعين زوجها على أمر دينه وآخرته، وتتجاوب معه في اتجاهاته الدينية، وتتعاون معه في جهوده وجهاده. وما أُحيلى الحياة الزوجيّة إذا حصل الإنسجام بين الزوجين في الاتجاه والمبدأـ ونوعيّة التفكير مبنيًا على أساس التقدير والإحترام من الجانبين."[3]
هذه فاطمة (عليها السلام) وهذا علي (عليه السلام) ومن في الدّنيا أهم وأقدّس منهما! وأشرف!؟ فليكن زواجهما محطةٌ للتفكّر والتدبّر!
القزويني،محمد كاظم،الإمام علي عليه السلام من المهد الى اللحد،الليلة الخامسة، زواج النورين.[1]
المصدر السابق.[2]
القزويني، محمد كاظم،السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من المهد الى اللحد،. [3]
دليلة
2679قراءة
2020-07-22 14:22:59