12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> باقر العلم

بسم الله الرحمان الرحيم

 

كان الحلم من أبرز صفات الإمام أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام)، فقد أجمع المؤرخون على أنه لم يسيء الى من ظلمه واعتدى عليه، وإنّما كان يقابله بالبر والمعروف، ويعامله بالصفح والاحسان، وقد رووا صوراً كثيرة عن عظيم حلمه، كان منها:

 

1- إسلام كتابي علي يده:

إن رجلاً كتابيًّا هاجم الإمام عليه السلام واعتدى عليه، وخاطبه بمرّ القول: "أنت بقر!"

فلطف به الإمام، وقابله ببسمات طافحة بالمروءة قائلاً: "لا أنا باقر"

وراح الرجل الكتابي يهاجم الإمام قائلاً: "أنت ابن الطبّاخة!"

فتبسّم الإمام، ولم يثره هذا الاعتداء بل قال له: "ذاك حرفتها".

ولم ينته الكتابي عن غيّه، وإنما راح يهاجم الإمام قائلاً: "أنت ابن السوداء الزنجية البذية!"

ولم يغضب الإمام عليه السلام، وإنما قابله باللطف قائلاً: "إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك".

وبهت الكتابي، وانبهر من أخلاق الإمام عليه السلام التي ضارعت أخلاق الأنبياء. فأعلن إسلامه واختار طريق الحق.

 

2- ومن تلك الصور الرائعة المدهشة من حلمه:

أن شامياً كان يختلف إلى مجلسه، ويستمع إلى محاضراته، وقد أعجب بها، فأقبل يشتدّ نحو الإمام وقال له: يا محمّد إنما أغشى مجلسك لا حبّاً مني إليك، ولا أقول: إن أحداً أبغض إليَّ منكم أهل البيت، واعلم أن طاعة الله، وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكني أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ، فإنّما اختلف إليك لحسن أدبك !!. ونظر إليه الإمام عليه السلام بعطف وحنان، وأخذ يغدق عليه ببرّه ومعروفه حتى تنبّه الرجل وتبين له الحق، وانتقل من البغض الى الولاء للإمام عليه السلام، وظلّ ملازماً له حتى حضرته الوفاة فأوصى أن يصلي عليه. وحاكى الإمام الباقر عليه السلام بهذه الأخلاق الرفيعة جدّه الرسول صلى الله عليه وآله الذي استطاع بسموّ أخلاقه أن يؤلّف بين القلوب، ويوحّد بين المشاعر والعواطف ويجمع الناس على كلمة التوحيد بعد ما كانوا فرقاً وأحزاب.

دليلة
1184قراءة
2021-07-18 14:08:34

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا