حكايا "أمير القلوب" -2
قدوة عليّ (عليه السلام)
بعدما غادرِتِ فاطمة بنت أسد الكعبة، كان مولودها علي(عليه السلام) لا يزالُ مُغمَضَ العينينِ لم يفتحهما في وجهِهَ. أمرٌ غريبٌ يحصلُ فثلاثةُ أيامٍ كفيلَةٌ بأن يفتحَ المولود عينَيه على هذا العالم!
إلى أن حضَر ابن عمّهِ عبد الله وهو "محمّد" (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكانت المفاجأة أنَّه فتَحَ عينَيهِ ونظَرَ إليهِ، فكان وجهُ "محمّد" (صلّى الله عليه وآله وسلّم) -الصادق الأمين- أوّل من حَظّي ذاك المولودُ العظيمُ برؤيةِ طلّتِهِ، التي يُجمِعُ أهل مكّةَ على بهائِها المنبعث طمأنينةً في قلوبِ النّاظرينَ إليهِ، حينَها قال النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "خصّني بالنّظر وخصصتُهُ بالعلم"..
توطّدَت علاقةَ محمّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعليٍّ (عليه السلام) منذُ صغرِهِ فكان يُحبّه حبًّا جمًّا ويعتني به.. فلمّا تزوّجَ النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من خديجة طَلَب من عمِّه "أبو طالب" أن يُعطِيه أحد أولاده ليُعينَه على أمورِه ويتكفّلُ بتربيتِه وتعليمِه، فأخذ محمّدًا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليًّا وكان في السادسة من عمره.
فأمسى محمّدًا قدوةً ل"عليّ" (عليه السلام)، يأخِذه معه أينما ذهب، ِيُحدِّثَهُ ويُعلِّمَهُ في كافّةِ شؤونِ الحياة.
وحينما كان يزور محمد غار حراء للتعبُّد كان عليًّا يُرافِقه ولا يكتَفِ بالتفرُّجِ عليهِ، بل يتعبَّدُ معه ويخشعُ لِخشوعِهِ.
(يمكن الاستفادة من الحكايا وسردها في الأنشطة الأسبوعيّة، القصص من تأليف الأخت فاطمة صباغ)
برامج
2082قراءة
2019-12-08 19:44:19