حكايا "أمير القلوب" -7
هذا وصيّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
بعد أنْ أوحى الله تعالى إلى النبيِّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أَنْ يُنذِرَ أقاربه، دعا عليّ (عليه السلام) وأمره أنْ يَصنع طعامًا ويَدعو بني عبد المُطّلب ليُعلِمَهم بدعوة الإسلام ، فصنع عليّ (عليه السلام) الطعام ثمّ دَعاهم وكانوا أربعين رجلًا، منهم أعمام الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أبو طالب، حمزة وأبو لهب... و قد لاحظتُ أنَّ الطعام لا يكفي لِعددهم هذا.. لكنّهم أكلوا حتّى الشبع.
وإذ بأبي لهب يقول : "لقد سحركم صاحبكُم.." حتى انفضّوا ولم يُكلّمهم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الأمر.
في اليوم التالي، جدّد عليّ (عليه السلام) عمل البارحة، فلما أكلوا وشرِبوا، اِبتدأ الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: "إنّي والله ما أعلم شابًا من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إنّي جئتكم بخير الدنيا والآخرة. وقد أمرني الله عزَّ وجلَّ أنْ أدعوكم إليه، فأيّكم يؤمِن بي ويُؤَازِرَني على أمري ويكون أخي ووصيّي وخليفتي؟".
فلم يُجِب أحدًا الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، إلّا عليّ (عليه السلام) الذي كان أصغرهم سنًّا، فأجاب قائلًا:" أنا يا نبيَّ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أكون وزيرك على ما بعثكَ الله بِهِ". فأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بيدِهِ يقول: "إنَّ هذا أخي ووصيّي ووزيري وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوه".
وتمَّت دعوة عشيرة الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وفقًا لآية :" وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" الذي نَاصَر فيها عليّ (عليه السلام) ابن عمه في الدين وكان أهلًا لها. وقد نزلت فيما بعد آٌية في حقّ محمّد وآل بيته (صلّى الله عليهم وآلهم وسلّم): " إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا¹".
¹- الآية 33 من سورة الأحزاب.
(يمكن الاستفادة من الحكايا وسردها في الأنشطة الأسبوعيّة، القصص من تأليف الأخت فاطمة صباغ)
برامج
2161قراءة
2019-12-08 19:53:03