كيف تتعامل مع طفلك؟
"براءة الأطفال"، عبارةٌ تتكرّر على مسامعنا بين الفينة والأخرى، لكنّها لا تعني السذاجة ولا الغباء، فربّما يتفوّق الأطفال علينا بحيلٍ قد لا تخطر لنا على بالٍ؛ لهذا، وبعيدًا عن الصراخ، ولكي لا ندخل معهم في صراعاتٍ من أجل تنفيذ أوامرنا -أو إن صحّ القول "توجيهاتنا"- التي نهدف من ورائها ضمان تربيةٍ وتنشئةٍ سليمةٍ لهم، حيث ينبغي لنا توخّي الدقّة، والحكمة، وحسن التفكير، من أجل تحقيق هذا الهدف. فما هي الوسائل، والطرق، والنصائح، وربّما الحيل التي علينا التسلّح بها لمواجهة أولئك الأذكياء الصغار؟
1- الصرامة:
يميل الأطفال غالبًا إلى التمرّد على القواعد، ومحاولة الإفلات من العقاب، ولهذا تبقى الصرامة مطلوبةٌ إلى حدٍّ ما، لكي لا يشعر أطفالكم أنّكم ضعفاء، أو أنّكم لن تقوموا بأيّ ردّ فعلٍ إذا ما خالفوا القواعد التي تضعونها، واحرصوا على إخبارهم بدقّةٍ عمّا هو متوقّعٌ ومطلوبٌ منهم لتكون النتيجة مكافأةً في حال احترموا التوجيهات والارشادات، أو العقاب في حال خالفوها. من الضروريّ كذلك الثبات على المبدأ، فلا تعاقبوا الطفل على مخالفةٍ أو شيءٍ خاطئٍ ارتكبه في يومٍ، وتتجاهلوه في يومٍ آخرٍ.
2- القدوة:
يتأثر الأطفال عادةً منذ صغرهم تأثّرًا كبيرًا بآبائهم وأمّهاتهم، نظرًا لما يتمتّعون به من قدرةٍ على التقاط سلوك الكبار ومواقفهم؛ ولهذا، فالاقتداء يبقى من أفضل الطرق لتعليم الأطفال الطاعة. لا تقوموا بخرق القواعد حتّى لا تعطوا أطفالكم نموذجًا سيّئًا؛ فمن التناقض -مثلًا- أن نرتدي أحذيتنا على السجّاد ونطلب من أطفالنا عدم فعل ذلك.
3- المتابعة:
سبق أن ذكرنا أنّ الأطفال يسعَون دائمًا للافلات من العقاب، لهذا يجب عليكم وضع عقوباتٍ واضحةٍ ومتدرّجةٍ في الصرامة تلجؤون إليها كلّما كسر الطفل القواعد المتّفق عليها، و هذا يستلزم بالضرورة الحاجة إلى المتابعة، فالعقوبات ليست تكتيكاتٌ مخيفةٌ بل تعلّم الأطفال أنّه في حالة كان تصرّفه خاطئًا أو مخالفًا، عليهم تحمّل عواقب أفعالهم. فإذا هدّدتم بالمعاقبة فإنّه يتعيّن عليكم تنفيذ ذلك التهديد، مثلًا ابدؤوا أوّلًا بالحرمان من مواصلة الطفل للّهو، أو اعملوا على حرمانه من بعض الامتيازات، مثل مشاهدة التلفاز لمدّة يوم واحدٍ، وغيرها...
4- التشجيع:
وسيلةٌ أخرى من أجل تعويد أطفالكم على الطاعة وحسن الاستماع هي تشجيعه، فكما أنّ العقاب له وقته فكذلك عندما يمتثل طفلكم لكم ويتصرّف بشكلٍ لائقٍ تجب الإشارة إلى سلوكه الجيّد والوقوف عنده، ليشعر أنّكم مهتمّون به وتقّدرون تصرّفاته السليمة. أخبروه أنّكم فخورون به لتصرّفه بشكلٍ جيّدٍ، فالأطفال مثل النباتات، عندما نغذّيهم ونهتمّ بهم يزدهرون بشكلٍ جيّدٍ.
5- منح مكافآتٍ:
تدخل في إطار التشجيع وهي واحدةٌ من أفضل طرق تعليم الطاعة للطفل، فمنحه مكافآتٍ يكون ضروريًّا عندما يبلي بلاءً حسنًا، فـقطعة حلوى، أو لعبةٌ جديدةٌ، أو بعضٌ من المكافآت الصغيرة، ستعمل على تحفيزه لطاعتك لا سيّما مع الأطفال الصغار، لكن لا تكرّروا ذلك أكثر من اللازم لكي لا يتحوّل إلى عادةٍ سيّئةٍ يعتبرها الطفل كمقابلٍ لما يقوم به.