عاشوراء والأهداف العظمى
فعاشوراء بالنسبة للإمام الخميني قدس سره هي حركة نابعة مما يراه لدور الأديان والنبوات والإمامة وحركتهم وكذلك حركة المنتسبين إلى الدين والمتشيعين لأئمة أهل البيت التي تتلخص في القيام بمهمتي نشر عقيدة التوحيد وإقامة حكومة العدل الإلهي.
وعاشوراء قيام لله من أجل إصلاح الأمة وتقويم سلوكها في سبيل تلك الأهداف العظمى التي قدم وتحقيقها وحفظها على حفظ نفس المعصوم.
وعن ذلك يقول قدس سره: "لقد بُعث الأنبياء لإصلاح المجتمع وكلهم كانوا يؤكدون أنه ينبغي التضحية بالفرد من أجل المجتمع مهما كان الفرد عظيماً، وحتى لو كان الفرد أعظم من في الأرض فإذا اقتضت مصلحة المجتمع التضحية بهذا الفرد فعليه أن يضحي... وعلى هذا الأساس نهض سيد الشهداء عليه السلام وضحى بنفسه وأصحابه وأنصاره، فالفرد يفدي في سبيل المجتمع فإذا اقتضت مصلحة المجتمع على تضحيته وجب التضحية، إن العدالة ينبغي أن تتحقق بين الناس ﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.
ويقول كذلك: "إن حياة سيد الشهداء عليه السلام وحياة الإمام المهدي صاحب الزمان عليه السلام وجميع الأنبياء من آدم عليه السلام حتى الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم كانت تدور حول محور إرساء وإقامة حكومة العدل في مقابل الظلم".
فعاشوراء على ضوء منهج الإمام الخميني قدس سره تنبع من المكون العقائدي لفهم أهداف ووظائف النبوة والإمامة، لكونها تجلياً عملياً موضحاً ومشرعاً لسلوك طريق النهضة والثورة والمعارضة جهاداً واستشهاداً. بما لها من علقة من جهة البيان العملي لمقولة: ﴿وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾.
المصدر: جمعية المعارف
دليلة
2001قراءة
2019-09-13 12:36:07