ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام)
1- وليدُ بيت النبوة:
بعد ولادة الإمام الحسين (عليه السلام)، جاءَ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لرؤيته، وأخذه في أحضانه، ثم أذّن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى. ثمّ أخذ ينظر إليه، ويبكي، وعندما سُئل عن سبب بكائه، أجاب قائلاً: "تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي".
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
2- ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
ذات مرّة كان النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يخطب على المنبر، إذ خرج الحسين (عليه السلام) ولا يزال طفلاً صغيراً، فوطىء في ثوبه، فسقطَ فبكى، فنزل النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن المنبر، وضمَّه إليه.
ورأى المسلمون النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يحبو له ولأخيه الأكبر الحسن (عليهما السلام) وهما على ظهره، وهو يقول: "نِعْمَ الجملُ جملُكما، ونِعْمَ العِدْلانِ أنتما".
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
3- ابنُ أبيه المرتضى:
قابل الإمام الحسين (عليه السلام) محاولة محو معاوية لفضل أبيه (عليه السلام) بتبيين منزلة والده الإلهيّة، فقال في محضر معاوية:
"أنا ابن ماء السماء وعروق الثرى، أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالحسب الثاقب والشرف الفائق والقديم السابق، أنا ابن من رضاه رضى الرحمن وسخطه سخط الرحمن".
ثمّ ردّ وجهه لمعاوية فقال له:
"هل لك أبٌ كأبي أو قديم كقديمي، فإن قلت لا، تُغلب، وإن قلت نعم، تكذب".
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
4- صادعٌ بالحقّ:
لم يكن (عليه السلام) ليرضى بما لا يُرضي الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، حيثُ عارض تنصيب يزيد وليًّا للعهد منذ البداية، فدعا معاوية إلى الخوف من الله في هذا الأمر، قائلاً له: "واعلم أنّ الله ليس بناسٍ لك قتلك بالظنّة وأخذك بالتهمة، وإمارتك صبيًّا يشرب الشراب، ويلعب بالكلاب".
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
5- رافضٌ للظلم:
كتب الإمام الحسين (عليه السلام) كتابًا إلى معاوية، يقرّعه فيه، ويؤنّبه على أمورٍ صنعها، فما كان يومًا (عليه السلام) واهي الجأش، وقال في الكتاب: "ثمّ ولّيت ابنك، وهو غلام، يشرب الشراب، ويلهو بالكلاب، فخنت أمانتك، وأخربت رعيتك، ولم تؤدّ نصيحة ربّك، فكيف تولّي على أمّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) من يشرب المسكر، وشارب المسكر من الفاسقين، وشارب المسكر من الأشرار، وليس شارب المسكر بأمين على درهم فكيف على الأمّة، فعن قليلٍ تَرِد على عملك حين تطوى صحائف الاستغفار".
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
6- محبٌّ للمعروف، كارهٌ للمنكر:
من بعد ما رأى الإمام الحسين (عليه السلام) حال أمته، ودعوتهم إليه لمبايعة يزيد الذي لا يليق بمنصب الخلافة البتة، أمضى (عليه السلام) ليلتين في جوار القبر النورانيّ لجدّه النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم،) يصلُ ليله بنهاره، ويقيم الصلاة، ولم يزل راكعًا وساجدًا في كلّ ليله يشكو إلى جدّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حال أمّته التي لم ترع حرمته من بعده، ويبثّ إليه همومه وأحزانه، ويودّعه، وممّا قاله (عليه السلام) في مناجاته: "اللّهم إنّ هذا قبر نبيّك محمّد، وأنا ابن بنت محمّد، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، أللهم وإنّي أحب المعروف وأكره المنكر...".
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
٧- هائبٌ من الله فقط:
إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) لا يعطي بالقهر والغلبة، ولا يهاب إلا الله القهار: "والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت والله يزيد بن معاوية أبداً".
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
٨- حريصٌ على حرم الله:
كان جنود يزيد اللّعين متخفّين بلباس الإحرام في موسم الحجّ، يتحيّنون الفرصة لقتل الإمام الحسين (عليه السلام). ولكنّه (عليه السلام) ومن أجل حفظ حرمة حرم الله؛ هيّأ نفسه للخروج من مكّة، والتوجّه نحو العراق، وقال (عليه السلام): "لا نستحلّها ولا تُستحلّ بنا".
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
٩- رؤوفٌ بالبريّة:
كان الإمام الحسين (عليه السلام) يخرج صباح عاشوراء إلى ساحة القتال، وينظر إلى جنود عدوّه، ثم يبكي؛ لأنّهم يدخلون النار.
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
١٠- راضٍ برضى الله:
نراهُ في آخر المعركة في ساحة السيف والقتل يضعُ خدّه المبارك على تراب كربلاء اللاهبة، ونراهُ يقول: "إلهي رضاً بقضائك، وتسليماً لأمرك".
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
١١- مظهرٌ للحق:
نهضَ الإمام الحسين (عليه السلام) من أجل الإسلام، إذ قال:
"لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لنري المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويُعمل بفرائضك وسننك وأحكامك".
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
١٢- أربط جأشًا:
يقول الراوي: "فوالله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأهل بيته وصحبه أربط جأشًا منه، وإن كانت الرجال لتشدّ عليه، فيشدّ عليها بسيفه".
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
١٣- الراغبُ إلى الله:
لكثرة الجراحات التي أصيب بها الإمام الحسين (عليه السلام) في آخر المعركة، وقف يستريح، وقد ضعف عن القتال، فطعنه اللعين صالح بن وهب برمحه على خاصرته طعنةً منكرةً، فسقط (عليه السلام) عن فرسه إلى الأرض على خدّه الأيمن، وهو يردّد بلا توقّف:
"بسم الله وبالله، وعلى ملّة رسول الله" حتّى في تلك اللحظات العصيبة التّي بدأت روحه الطاهرة تلامس فيها السماء.
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
١٤- حريصٌ على أمّة مُحمّد (صلّى الله عليه وآله):
أكّد الإمام الحسين (عليه السلام) على أحقيّة أهل بيت الرسالة بالخلافة والقيادة، وأشار إلى المصيبة التّي حلّت على الاسلام بتولّي آل أبي سفيان زمام الخلافة وقيادة الأمّة، فقال (عليه السلام) مذكّرًا بكلام جدّه (صلّى الله عليه وآله):
"إنّا أهل بيت الكرامة، ومعدن الرسالة، وأعلام الحقّ الذين أودعه الله عزَّ وجلَّ قلوبنا، وأنطق به ألسنتنا، فنطقت بإذن الله، ولقد سمعت جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول: الخلافة محرّمةٌ على ولد أبي سفيان"
ذاكَ أبو عبد الله (عليه السلام).
للاطلاع على التصاميم: