12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> سلطان الأئمّة

سلطان الأئمّة، حفيد الإمام الصّادق عليه السلام، وابن الإمام الكاظم عليه السلام، أمّه السّيّدة الطّاهرة "نجمة"، إنّه الإمام علي بن موسى الرّضاعليه السلام.
ولد في الحادي عشر من شهر ذي القعدة، في المدينة المنوّرة، واستشهد مسمومًا بأمرٍ من المأمون العبّاسيّ، في السّابع عشر من شهر صفر سنة 203هـ، ودفن في مدينة "طوس" الّتي تُعرف اليوم بمدينة "مشهد" في إيران.
كان سلام الله عليه أعلم النّاس في عصره، وما رآهُ عالمٌ إلا شهد له بذلك، وقد كان المأمون يجمع له في مجالسه علماء الأديان وفقهاء الشّريعة، فيغلبهم عليه السلام عن آخرهم، حتّى أقرّوا له بالفضل.
عاش عليه السلام مع أبيه ثلاثين سنة، يشاهد فيها المِحَن والبلايا، وقد رأى من حكّام عصره خلال الأعوام العشرين الّتي عاشها بعد استشهاد أبيه أنواعًا من البلاءات والأذى، لكنّه بقي يناضل من أجل حفظ الإسلام المحمّديّ الأصيل.
وأكثر معاناته كانت في عصر المأمون الحاكم العبّاسيّ الّذي غَصَبه حقّه بالخلافة، إذ إنّه حين شعر _المأمون_ بالخطر على ملكه، لم يجد وسيلة أنفع من أن يتظاهر للرّأي العام برغبته في التّنازل عن الخلافة للإمام الرّضا عليه السلام، مع أنه يعلم برفض الإمام عليه السلام لذلك، ومن ثمّ أصرّ على أن يعيّن الإمام عليه السلام وليًّا لعهده، وكان هدف المأمون من خلال ذلك:
1. تهدئة الاضطرابات الّتي كانت تعمّ دولته.
2. الاطمئنان على حكمه، ومنحه شرعيّة.
3. التّضييق على الإمام عليه السلام وإبعاده عن محبّيه في المدينة والعراق.
4. إضعاف المعارضة لحكمه خاصّة تلك الّتي يقودها شيعة الإمام عليه السلام.
عَلِم الإمام الرّضا عليه السلام بأهداف المأمون، وكان يدرك عليه السلام حجم المؤامرة الّتي يسعى إليها، لكنّه عندما رأى أنّ مصلحة الإسلام والمسلمين تقتضي ذلك وافق مجبرًا على القبول بولاية العهد، ولكن ضَمِنَ شروطًا تظهر لنا من خلال قوله عليه السلام للمأمون: "وأنا أقبل ذلك على أن لا أولّي أحدًا، ولا أعزل أحدًا، ولا أنقض رسمًا ولا سُنّةً، وأكون في الأمر من بعيد، مشيرًا".
ومن هذا يتّضح لنا أنّ ولاية العهد كانت شكليّة قَبل بها عليه السلام للأسباب الآتية:
1- استثمار الظّروف لإقامة الدّين وإحياء السّنّة النّبويّة.
2- تصحيح الأفكار السّياسيّة الخاطئة الّتي كانت موجودة في ذلك العصر وسائدة ومنها عدم ارتباط الدّين بالسّياسة.
3- الحفاظ على الإسلام والمسلمين، وإبعاد الخطر والأذى عن شيعته ومحبّيه.
4- إفشال مخطّطات المأمون.
5- معرفة الإمام عليه السلام أنّ من خلال منصبه هذا سيتعرّف إلى كبار رجال الدّولة وعلماء البلاد، مما يعزّز موقعه بينهم وهذا يرجع بالنّفع والخير على محبّيه، ويجعلهم بأمانٍ واستقرار.

فسلام عليك يا سلطان الأئمّة يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعث حيًّا، وعلى آبائك الطّاهرين.

دليلة
2279قراءة
2018-07-24 09:33:00

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا