أعمال يوم عيد الفطر المبارك
إنّ أعمال يوم عيد الفطر المبارك عديدةٌ، نذكر منها:
• الأوّل: أن تكبّر بعد صلاة الصبح وعُقيب صلاة العيد: "اللّٰهُ أكْبَرُ اللّٰهُ أكْبَرُ، لا إلٰـهَ إلّا اللّٰهُ وَاللّٰهُ أكْبَرُ، اللّٰهُ أكْبَرُ وَللّهِ الْحَمْدُ، الْحَمْدُ للّهِ عَلى ما هَدانا، وَلَهُ الشُّكْرُ على ما أوْلانا".
• الثاني: أن تدعو بعد فريضة الصبح بما رواه السّيد رحمه الله من دعاء: "اللهمّ إنّي توجّهتُ إليك بمحمّدٍ (صلّى اللّٰه عليه وآله) أمامي، وعليّ (عليه السلام) من خلفي وعن يميني، وأئمّتي (عليهم السلام) عن يساري، أستتر بهم من عذابك، وأتقرّب إليك زلفى، لا أجد أحدًا أقرب إليك منهم، فهم أئمّتي، فآمن بهم خوفي من عقابك وسخطك، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين. أصبحتُ باللّٰه مؤمنًا مخلصًا، على دين محمّدٍ (صلّى الله عليه وآله) وسنّته، وعلى دين عليٍّ (عليه السلام) وسنّته، وعلى دين الأوصياء (عليهم السلام) وسنّتهم. آمنتُ بسرّهم وعلانيتهم، وأرغب إلى اللّٰه تعالى فيما رغب فيه محمّدٌ وعليٌّ والأوصياء (عليهم صلوات اللّٰه وسلامه)، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّٰه، ولا عزّة ولا منعة ولا سلطان إلّا للّٰه الواحد القهّار، العزيز الجبّار، توكّلتُ على اللّٰه، ومن يتوكّل على اللّٰه فهو حسبه، إنّ اللّٰه بالغٌ أمره. اللهمّ إنّي أريدك فأردني، وأطلب ما عندك فيسّره لي، واقضِ لي حوائجي، فإنّك قلتَ في كتابك وقولك الحقّ والصدق: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، فعظّمتَ حرمة شهر رمضان بما أنزلتَ فيه من القرآن، وخصَصتَه وعظّمتَه بتصييرك فيه ليلة القدر، فقلت: ﴿لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5)﴾، اللهمّ وهذه أيّام شهر رمضان قد انقضت، ولياليه قد تصرّمت، وقد صرتُ منه يا الٰهي إلى ما أنتَ أعلم به منّي، وأحصى لعدده من عددي. فأسألك يا إلٰهي بما سألك به عبادك الصالحون أن تصلّي على محمّدٍ وأهل بيت محمّدٍ، وأن تتقبّل منّي ما تقرّبتُ به إليك، وتتفضّل علي بتضعيف عملي، وقبول تقرّبي وقُرُباتي، واستجابة دعائي، وهب لي منك عتق رقبتي من النار، ومُنّ عليّ بالفوز بالجنّة، والأمن يوم الخوف، من كلّ فزعٍ ومن كلّ هولٍ أعددتَه ليوم القيامة. أعوذ بحرمة وجهك الكريم، وبحرمة نبيّك، وحرمة الصالحين أن ينصرم هذا اليوم، ولك قِبَلي تبعةٌ تريد أن تؤاخذني بها، أو ذنبٌ تريد أن تقايسني به ويشقيني، وتفضحني به، أو خطيئةٌ تريد أن تقايسني بها وتقتصها منّي لم تغفرها لي.
وأسألك بحرمة وجهك الكريم الفعّال لما تريد، الذي يقول للشيء كن فيكون، لا إله إلّا هو. اللهمّ إنّي أسألك بلا إلٰه إلّا أنت، إن كنتَ رضيتَ عنّي في هذا الشهر، أن تزيدني فيما بقي من عمري رضًى، وإن كنتَ لم ترضَ عنّي في هذا الشهر، فمن الآن فارضَ عنّي، الساعة الساعة الساعة، واجعلني في هذه الساعة، وفي هذا المجلس من عتقائك من النار، وطلقائك من جهنّم، وسعداء خلقك، بمغفرتك ورحمتك، يا أرحم الراحمين. اللهمّ إنّي أسألك بحرمة وجهك الكريم، أن تجعل شهري هذا، خير شهر رمضانٍ عبدتُك فيه، وصمتُه لك، وتقرّبتُ به إليك، منذ أسكنتني فيه، أعظمَهُ أجرًا، وأتمَّهُ نعمةً، وأعمّهُ عافيةً، وأوسعهُ رزقًا، وأفضلهُ عتقًا من النار، وأوجبهُ رحمةً، وأعظمهُ مغفرةً، وأكملهُ رضوانًا، وأقربهُ إلى ما تحبّ وترضى.
اللهمّ لا تجعله آخر شهر رمضان صمتُه لك، وارزقني العودَ ثم العود، حتّى ترضى وبعد الرضا، وحتّى تخرجني من الدنيا سالمًا، وأنت عنّي راضٍ وأنا لك مرضيّ. اللهمُ اجعل فيما تقضي وتقدّر من الأمر المحتوم الذي لا يُردّ ولا يُبدّل أن تكتبني من حجّاج بيتك الحرام في هذا العام وفي كلّ عام، المبرور حجّهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، المُتقبّل عنهم مناسكهم، المُعافين في أسفارهم، المُقبلين على نسكهم، المحفوظين في أنفسهم وأموالهم وذراريهم وكلّ ما أنعمت به عليهم. اللهمّ اقلبني من مجلسي هذا، في شهري هذا، في يومي هذا، في ساعتي هذه، مفلحًا منجحًا مستجابًا لي، مغفورًا ذنبي، معافًا من النار، ومعتقًا منها، عتقًا لا رقّ بعده أبدًا ولا رهبة، يا ربّ الأرباب. اللهمّ إنّي أسألك أن تجعل فيما شئتَ وأردتَ، وقضيتَ وقدرتَ، وحتّمتَ وأنفذت، أن تطيل عمري، وأن تنسأني في أجلي، وأن تقوّي ضعفي، وأن تُغني فقري، وأن تجبر فاقتي، وأن ترحم مسكنتي، وأن تعزّ ذلّي، وأن ترفع ضعتي، وأن تغنيَ عائلتي، وأن تؤنسَ وحشتي، وأن تكثّر قلّتي، وأن تدرّ رزقي، في عافيةٍ ويسرٍ وخفضٍ، وأن تكفيَني ما أهمّني من أمر دنياي وآخرتي.
ولا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا إلى الناس فيرفضوني، وأن تعافيني في ديني وبدني، وجسدي وروحي، ووِلدي وأهلي، وأهل مودّتي، وإخواني وجيراني، من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، وأن تمنّ عليّ بالأمن والإيمان ما أبقيتني. فإنّك وليّي ومولاي، وثقتي ورجائي، ومعدن مسألتي، وموضع شكواي، ومنتهى رغبتي، فلا تخيّب رجائي يا سيّدي ومولاي، ولا تبطل طمعي ورجائي. فقد توجّهتُ إليك بمحمّدٍ وآل محمّدٍ، وقدّمتهم إليك أمامي وأمام حاجتي وطلبتي، وتضرّعي ومسألتي، فاجعلني بهم وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين، فإنّك مننتَ عليّ بمعرفتهم، فاختم لي بهم السعادة، إنّك على كلّ شيءٍ قدير".
• الثّالث: إخراج زكاة الفطرة صاعًا عن كلّ نسمةٍ قبل صلاة العيد على التفصيل المبين في الكتب الفقهيّة، واعلم أنّ زكاة الفطرة من الواجبات المؤكّدة، وهي شرطٌ في قبول صوم شه ر رمضان، وهي أمانٌ عن الموت إلى السنة القابلة، وقد قدّم الله تعالى ذكرها على الصلاة في الآية الكريمة ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾.
• الرّابع: الغسل، والأحسن أن يغتسل من النهر إذا تمكّن ووقت الغسل من الفجر إلى حين أداء صلاة العيد، كما قال الشيخ، وفي الحديث ليكن غسلك تحت الظلال أو تحت حائطٍ فإذا هممت بذلك فقل: "اللهُمَّ إيمانًا بِكَ وَتَصْديقًا بِكِتابِكَ، وَاتّباعَ سُنَّةِ نَبيِّكَ مُحَمَّدٍ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلّ)"، ثمّ سمّ بِسم اللّٰهِ واغتسل، فإذا فرغتَ من الغسل فقل: "اللهُمَّ اجْعَلْهُ كَفّارَةً لِذُنُوبي وَطَهِّرْ ديني، اللهُمَّ أذْهِبْ عَنِّي الدَّنَسَ".
• الخامس: تحسين الثياب واستعمال الطيب والإصحار في غير مكّةٍ للصلاة تحت السماء.
• السادس: الإفطار أوّل النهار قبل صلاة العيد، والأفضل أن يفطر على التمر أو على شيءٍ من الحلوى، وقال الشيخ المفيد: يستحبّ أن يبتلع شيئًا من تُربة الحسين (عليه السلام)، فإنّها شفاءٌ من كلّ داءٍ.
• السابع: أن لا تخرج لصلاة العيد إلا بعد طلوع الشمس، وأن تدعو بما رواه السيد في الإقبال من الدّعوات، منها ما رواه عن أبي حمزة الثمالي، عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "أُدعُ في العيدين والجمعة إذا تهيّأتَ للخروج بهذا الدعاء:" أللّـهُمَّ مَنْ تَهَيَّأ في هذَا الْيَوْمِ أوْ تَعَبَّأ أوْ أعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ إلى مَخْلُوقِ رَجاءَ رِفْدِهِ وَنَوافِلِهِ وَفَواضِلِهِ وَعَطاياهُ، فَإنَّ إلَيْكَ يا سَيِّدي تَهْيِئَتي وَتَعْبِئَتي وَإعْدادي وَاسْتِعْدادي رَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ وَنَوافِلِكَ وَفَواضِلِكَ وَفَضائِلِكَ وَعَطاياكَ، وَقَدْ غَدَوْتُ إلى عيدٍ مِنْ أعْياد أُُمَّةِ نَبيِّكَ مُحَمَّدٍ (صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وسلّم)، وَلَمْ أفِدْ إلَيْكَ الْيَوْمَ بِعَمَلٍ صالِحٍ أثِقُ بِهِ قَدَّمْتُهُ، وَلا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوقٍ أمَّلْتُهُ، وَلكِنْ أتَيْتُكَ خاضِعًا مُقِرًّا بِذُنُوبي وَإساءَتي إلى نَفْسي، فَيا عَظيمُ يا عَظيمُ يا عَظيمُ اغْفِرْ لِيَ الْعَظيمَ مِنْ ذُنُوبي، فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الْعِظامَ إلّا أنْتَ يا لا إلـهَ إلاّ أنْتَ، يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ".
• الثّامن: صلاة العيد وهي ركعتان. يقرأ في الأولى الحمد وسورة الأعلى، ويكبّر بعد القراءة خمس تكبيراتٍ، وتقنت بعد كلّ تكبيرةٍ فتقول:
"أللّـهُمَّ أهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ، وَأهْلَ الْجُودِ وَالْجَبَرُوتِ، وَأهْلَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأهْلَ التَّقْوى وَالْمَغْفِرَةِ، أسْألُكَ بِحَقِّ هذَا الْيَومِ الَّذي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمينَ عيدًا، وَلُِمحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْرًا وَشَرَفًا وَمَزيْدًا، أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ تُدْخِلَني في كُلِّ خَيْرٍ أدْخَلْتَ فيهِ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأنْ تُخْرِجَني مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخرَجتَ مِنْهُ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، اللهُمَّ إنّي أسْألُكَ خَيْرَ ما سَألَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصّالِحُونَ، وَأعُوذُ بِكَ مِمَّا اسْتعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الْصّالِحُونَ".
ثمّ تكبّر السادسة وتركع وتسجد، ثمّ تنهض للركعة الثانية، فتقرأ فيها بعد الحمد سورة والشّمس وضحاها، ثمّ تكبرّ أربع تكبيراتٍ تقنتُ بعد كلّ تكبيرةٍ وتقرأ في القنوت ما مرّ، فإذا فرغت كبّرت الخامسة فركعتَ وأتممتَ الصلاة وسبّحتَ بعد الصلاة تسبيح الزهراء (عليها السلام)، وقد وردت دعواتٌ كثيرةٌ بعد صلاة العيد ولعلّ أحسنها هو الدعاء السادس والأربعون من الصحيفة الكاملة، ويستحبّ أن يبرزَ في صلاة العيد تحت السماء، وأن يصلّيَ على الأرض من دون بساطٍ ولا باريةٍ، وأن يرجع عن المصلّى من غير الطريق الذي ذهب منه، وأن يدعو لإخوانه المؤمنين بقبول أعمالهم.
• التّاس ع: أن يزور الإمام الحسين (عليه السلام).
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "من زار قبر الحُسَين (عليه السلام) ليلةً من ثلاث ليالٍ غفر اللّٰه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر: ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة النصف من شعبان".
وفي روايةٍ معتبرةٍ عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: ثلاث ليالٍ من زار فيها الحُسَين (عليه السلام) غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر: ليلة النصف من شعبان، وليلة الثالث والعشرون من رمضان، وليلة العيد (أي ليلة عيد الفطر)، وعن الصادق (عليه السلام) قال: من زار الحُسَين بن عليٍّ (عليهما السلام) ليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة عرفة في سنةٍ واحدةٍ كتب اللّٰه له ألف حجّةٍ مبرورةٍ وألف عمرةٍ مُتقبَّلةٍ، وقُضيت له ألف حاجةٍ من حوائج الدنيا والآخِرة.
• العاشر: قراءة دعاء الندبة.
مهدي
2668قراءة
2016-01-19 23:37:18