دور الراشدين في الكشفيّة؟
خلال الأنشطة السابقة علمنا أنّ الطريقة الكشفيّة تقوم على التعليم الذاتيّ، فطالما أنّ الفرد هو من يتحمّل مسؤوليّة تربية نفسه، فما هو دور الراشدين إذن في العمليّة التربويّة؟
الراشدون في الكشفيّة يدعمون الأفراد لخلق فرص التعلّم، ويسهّلون لهم ذلك. فثقافة الشراكة في العمل بين الراشدين والأفراد تقوم على تحويل فرص التعلّم إلى تجارب مؤثّرة. وبوجهٍ عامٍّ، يتوافر الراشدون لمساعدة الأفراد في الاستعداد للتعلّم، وتوفير الدعم والتوجيه، والتيسير لتجارب التعلّم. وينبغي تمكين الأفراد وإعطاؤهم المسؤوليّة عن القيام بدورٍ رئيسيٍّ في كلّ نشاطٍ، والحفاظ على أدائهم لهذا الدور، وينبغي أن يكون الراشدون على استعدادٍ لتحمّل المسؤوليّة التي لا يستطيع الأفراد تحمّلها في الوقت الراهن.
يشمل دعم الراشدين ثلاثة جوانبٍ تتوافق مع الأدوار الثلاثة المختلفة التي ينبغي على الراشدين أداؤها في الوحدة الكشفيّة:
1- الراشد المعلّم: الذي ينبغي عليه توفير دعمٍ مباشرٍ لعمليّة التعليم الذاتيّ، والتأكّد من أنّ ما يخوضه، ويمارسه الأفراد من تجاربٍ يؤثّر إيجابًا على تنمية معارفهم أو مهاراتهم أو اتجاهاتهم.
2- داعم النشاط: الذي يجب أن يضمن أنّ كلّ فرصة تعلّم تضطلع بها المجموعة يتمّ تنفيذها بنجاحٍ. وفي حين أنّه من غير المتوقّع أن يكون لدى الراشدين المهارات المطلوبة لجميع الأنشطة، فإنّه من ضمن مسؤوليّتهم ضمان توفير الدعم الفنّيّ المطلوب والخبرة الفنّية اللازمة للمجموعة متى وحيثما دعت الحاجة. كما ويجب على الراشدين في هذا الدور ممارسة قواعد حماية الأفراد من الأذى.
3- ميسّر المجموعة: بناءً على الشراكة الطوعيّة بين الراشدين والأفراد، يحتاج الراشدون في هذا الدور إلى ضمان أن تكون العلاقات داخل المجموعة إيجابيّةٌ ومفيدةٌ ومجديةٌ للجميع، وأن توفّر المجموعة بيئةً جذّابةً، وداعمةً للنموّ المستمرّ في المجموعة ككلّ. ومن الضروريّ الإدراك أنّ طبيعة تدخّل القائد في الكشّافة تختلف وفقًا للمرحلة العمريّة ولقدرات الأفراد فيتوقّع أن يكون لقائد الأشبال المزيد من التدخّل في وضع الخطط وأن يكون أسلوبه تقليديّ، على عكس قائد الجوّالة، الذي عادةً ما يكون مستشارًا لعشيرته. في حين أنّه لا ينبغي أن يكون الراشدون موجودون في جميع الأنشطة الكشفيّة، يجب عليهم ضمان أنّ البيئة التي تجري فيها الأنشطة بيئةٌ آمنةٌ للكشّافة، سواءً وجدانيًّا أم بدنيًّا.
المسؤوليّة التي يتحمّلها الراشدون تُبقي للراشدين دورًا أساسيًّا في العمليّة التربويّة، فهم المديرون الحقيقيّون لها، وقائد الوحدة الكشفيّة هو من:
1- يدير الوحدة الكشفيّة، وينفّذ ورشًا تعريفيّةً بمسار المرحلة للأفراد وللمرشّحين الجُدد.
2- يتابع تطبيق البرامج المقرّرة للوحدة الكشفيّة، ويوفّر سجلّ التقدُّم الشخصيّ لجميع أفرادها، ويشرح لهم كيفيّة العمل به.
3- يتابع التقدّم الشخصيّ للأفراد بالتشجيع والمساندة وبالاختبار والتوقيع. يساعدهم للوصول إلى أهدافهم، ولكن بجهود الأفراد ذاتهم وبوعيهم لكلّ العمليّة، بتأمين المواقف التربويّة المساعدة للأفراد في تقدّمهم الشخصيّ، وذلك من خلال البرامج والأنشطة.
4- يساهم في توفير فرص التعلّم المتنوّعة ليشارك فيها الأفراد، فضلًا عن حثّ الأفراد، ومتابعتهم، وتحفيزهم لتحقيق متطلّبات تقدّمهم المختلفة.
5- يتابع الجماعات الصغيرة، ويوافق على أنشطتها واختبار أفرادها، ويوافق على المشاريع التي يعدّونها ويقومون بتنفيذها ويتأكّد من تعلّمهم.
6- يعمل على تكريم إنجازات الأفراد من خلال الاحتفال العلنيّ بإنجازات الأفراد، وبحضور الأهل إن أمكن، من خلال تنظيم المراسم المناسبة: ينظّم مراسم حفل التكريس، والترفيع، ومنح الأوسمة.
7- يقدّم الدعم التقييميّ، ويوفّر معلوماتٍ مفيدةً للتقييم الذاتيّ وهي: التعليقات والتعقيبات الإيجابيّة، وتأكيد الشخصيّة والامتثال للقيم التنظيميّة.
8- يقدّم الدعم المعلوماتيّ والمشورة والاقتراحات والمعلومات التي يمكن للأفراد استعمالها لمعالجة المشاكل.
أمانة برامج المدربين
3490قراءة
2019-11-06 12:33:34