خلال 12 عاماً قضاها الإمام الخميني في منفاه بالنَّجف الأشرف (1966- 1978م) كان ينظّر ويوجّه لتحقيق مشروع العودة إلى الانتماء الحضاري.
وبدأت المجموعات الأمريكية والإسرائيلية العاملة في إيران بالخروج منها، كما تزايد خروج أعضاء العائلة المالكة والمتورطين في المجازر والسرقات. وبعد أن اشتدت الأمور على الشاه خرج من إيران في 16 كانون الثاني 1979 بحجة المعالجة، فعمّت فرحة كبيرة في جميع أرجاء إيران.
ولم تستطع آخر حكومة عيّنها الشاه (حكومة بختيار) أن تسيطر على الموقف، فتوالت المسيرات صباح مساء، تتخللها بين الحين والآخر اشتباكات دامية هنا وهناك مع قوات الجيش والشرطة، والإمام يحث باستمرار على المواصلة والانضباط.
حتى قرَّر الإمام الخميني أن يعود من باريس إلى طهران، فوصلها على طائرة خاصة مع مرافقيه يوم 1 شباط 1979م، واستُقبل استقبالاً جماهيرياً تاريخياً منقطع النظير. وأعلن منذ اليوم الأول من وصوله عن قراره بتشكيل مجلس قيادة الثورة وحكومة مؤقتة، وتمّ ذلك عملياً، وانتُخب بازرجان لرئاسة هذه الحكومة في شباط.
حاولت القوات العسكرية الموالية للشاه بدعم أمريكي أن تشنّ هجوماً لقصف مقرّ الإمام الخميني (في مدرسة ثانوية بطهران) والقضاء على الثورة بالبطش والقوة، لكنها فشلت أمام تدفّق الجماهير على الشوارع وإحاطتهم بمقرّ الإمام إحاطة السوار بالمعصم. وظهر التصدّع على المؤسسة العسكرية، وبلغ التصدع حدّ الانهيار في 11 شباط 1979، وبذلك سقط النظام الشاهنشاهي تماماً.
دليلة
3171قراءة
2017-02-09 10:00:23