12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المناسبات الإسلامية >> الأعمال العامّة في ليلة القدر

الأعمال العامّة في ليلة القدر

 

1- الغسل

قال العلّامة المجلسي رحمه الله: الأفضل أن يغتسل عند غروب الشمس، ليكون على غسلٍ لصلاة العشاء.

 


2- الإحياء

ففي الحديث: "من أحيا ليلة القدر، غُفرت له ذنوبه، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء، ومثاقيل الجبال، ومكائيل البحار"1.

 


3- دعاء الافتتاح

اللهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ، وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلْصَوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَشَدُّ الْمُعاقِبِينَ فِي مَوْضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ، وَأَعْظَمُ الْمُتَجَبِّرِينَ فِي مَوْضِعِ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ؛ اللهُمَّ أَذِنْتَ لِي فِي دُعائِكَ وَمَسْأَلَتِكَ، فَاسْمَعْ يا سَمِيعُ مِدْحَتِي، وَأَجِبْ يا رَحِيمُ دَعْوَتِي، وَأَقِلْ يا غَفُورُ عَثْرَتِي، فَكَمْ يا إِلهِي مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ فَرَّجْتَها، وَهُمُومٍ (وَغُمُوم) قَدْ كَشَفْتَها، وَعَثْرَةٍ قَدْ أَقَلْتَها، وَرَحْمَةٍ قَدْ نَشَرْتَها، وَحَلْقَةِ بَلاءٍ قَدْ فَكَكْتَها؛ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً، الْحَمْدُ لِلَّهِ بِجَمِيعِ مَحامِدِهِ كُلِّها، عَلَى جَمِيعِ نِعَمِهِ كُلِّها، الحمد للَّه الذي لا مُضادَّ له في مُلكهِ، ولا مُنازعَ لهُ في أمرِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا شَرِيكَ لَهُ فِي خَلْقِهِ، وَلا شَبِيهَ لَهُ فِي عَظَمَتِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الْفاشِي فِي الْخَلْقِ أَمْرُهُ وَحَمْدُهُ، الظَّاهِرِ بِالْكَرَمِ مَجْدُهُ الْباسِطِ بِالْجُودِ يَدَهُ، الَّذِي لا تَنْقُصُ خَزائِنُهُ، وَلا تَزِيدُهُ كَثْرَةُ الْعَطاءِ إِلاَّ جُوداً وَكَرَماً إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْوَهَّابُ. اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ قَلِيلاً مِنْ كَثِيرٍ مَعَ حاجَةٍ بِي إِلَيْهِ عَظِيمَةٍ، وَغِناكَ عَنْهُ قَدِيمٌ، وَهُوَ عِنْدِي كَثِيرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ.

اللهُمَّ إِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبِي، وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطِيئَتِي، وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمِي، وَسَتْرَكَ عَلَى (عَنْ) قَبِيحِ عَمَلِي، وَحِلْمَكَ عَنْ كَثِيرِ (كَبِيرِ) جُرْمِي، عِنْدَما كانَ مِنْ خَطَإِي وَعَمْدِي، أَطْمَعَنِي فِي أَنْ أَسْأَلَكَ ما لا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ، الَّذِي رَزَقْتَنِي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَرَيْتَنِي مِنْ قُدْرَتِكَ، وَعَرَّفْتَنِي مِنْ إِجابَتِكَ، فَصِرْتُ أَدْعُوكَ آمِناً، وَأَسْأَلُكَ مُسْتَأَنِساً لا خائِفاً وَلا وَجِلاً، مُدِلاًّ عَلَيْكَ فِيما قَصَدْتُ فِيهِ (به) إِلَيْكَ، فَإِنَّ أَبْطَأَ عَنِّي (عَليَّ) عَتِبْتُ بِجَهْلِي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذِي أَبْطَأَ عَنِّي هُوَ خَيْرٌ لِي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الأُمُورِ؛ فَلَمْ أَرَ مَوْلَىً كَرِيماً أَصْبَرَ عَلَى عَبْدٍ لَئِيمٍ مِنْكَ عَلَيَّ، يا رَبِّ إِنَّكَ تَدْعُونِي فَأُوَلِّي عَنْكَ، وَتَتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إِلَيْكَ، وَتَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلا أَقْبَلُ مِنْكَ، كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ (ثُمَّ لَمْ) يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لِي وَالإِحْسانِ إِلَيَّ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَارْحَمْ عَبْدَكَ الْجاهِلَ، وَجُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ إِحْسانِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ  مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الإِصْباحِ، دَيَّانِ الدِّينِ، رَبِّ الْعالَمِينَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى طُولِ أَناتِهِ فِي غَضَبِهِ، وَهُوَ قادِرٌ (القادر) عَلَى ما يُرِيدُ؛ الْحَمْدُ لِلَّهِ خالِقِ الْخَلْقِ، باسِطِ الرِّزْقِ، فالِقِ الإِصْباحِ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرامِ وَالْفَضْلِ وَالإِنْعامِ (والتَفَضُّلِ والإِحْسَانِ)، الَّذِي بَعُدَ فَلا يُرَى وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوَى تَبارَكَ وَتَعالَى.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ، وَلا شَبِيهٌ يُشاكِلُهُ، وَلا ظَهِيرٌ يُعاضِدُهُ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الأَعِزَّاءَ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَماءُ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشاءُ؛ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُجِيبُنِي حِينَ أُنادِيهِ، وَيَسْتُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَوْرَةٍ وَأَنَا أَعْصِيهِ، وَيُعَظِّمُ النِّعْمَةَ عَلَيَّ فَلا أُجازِيهِ، فَكَمْ مِنْ مَوْهِبَةٍ هَنِيئَةٍ قَدْ أَعْطانِي، وَعَظِيمَةٍ مَخُوفَةٍ قَدْ كَفانِي، وَبَهْجَةٍ مُونِقَةٍ قَدْ أَرَانِي، فَأُثْنِي عَلَيْهِ حامِداً وَأَذْكُرُهُ مُسَبِّحاً، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لا يُهْتَكُ حِجابُهُ، وَلا يُغْلَقُ بابُهُ، وَلا يُرَدُّ سائِلُهُ، وَلا يُخَيَّبُ (يَخِيْبُ) آمِلُهُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُؤْمِنُ الْخائِفِينَ، وَيُنَجِّي الصَّالِحِينَ (وَيُنْجِي الصَادِقِينَ)، وَيَرْفَعُ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَيَضَعُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَيُهْلِكُ مُلُوكاً وَيَسْتَخْلِفُ آخَرِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قاصِمِ الْجَبَّارِينَ، مُبِيرِ الظَّالِمِينَ، مُدْرِكِ الْهارِبِينَ، نَكالِ الظَّالِمِينَ، صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطَّالِبِينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنِينَ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكَّانُها، وَتَرْجُفُ الأَرْضُ وَعُمَّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ (يُسَبِّحُ) فِي غَمَراتِها؛ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهَذا، وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانا اللهُ؛ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ، وَيَرْزُقُ وَلا يُرْزَقُ، وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ، وَيُمِيتُ الأَحْياءَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَمِينِكَ وَصَفِيِّكَ، وَحَبِيبِكَ وَخِيرَتِكَ (وَخَلِيلِكَ) مِنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، أَفْضَلَ وَأَحْسَنَ وَأَجْمَلَ وَأَكْمَلَ، وَأَزْكَى وَأَنْمَى وَأَطْيَبَ وَأَطْهَرَ، وَأَسْنَى وَأَكْثَرَ (وأكبر) ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ وَتَحَنَّنْتَ، وَسَلَّمْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ (مِنْ خَلْقِكَ) وَأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَصَفْوَتِكَ، وَأَهْلِ الْكَرَامَةِ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِكَ.

اللهُمَّ وَصَلِّ عَلَى عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمِينَ، عَبْدِكَ وَوَلِيِّكَ وَأَخِي رَسُولِكَ وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرَى وَالنَّبَأِ الْعَظِيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فاطِمَةَ (الزَهْراءِ) سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلَى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ، وَإِمامَيِ الْهُدَى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَصَلِّ عَلَى أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلَيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسَى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْخَلَفِ الْهادِي الْمَهْدِيِّ، حُجَجِكَ عَلَى عِبادِكَ، وَأُمَنائِكَ فِي بِلادِكَ، صَلاةً كَثِيرَةً دائِمَةً.

اللهُمَّ وَصَلِّ عَلَى وَلِيِّ أَمْرِكَ الْقائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ (وَاحْفُفْهُ) بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يا رَبَّ الْعالَمِينَ، اللهُمَّ اجْعَلْهُ الدَّاعِيَ إِلَى كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدِينِكَ، اسْتَخْلِفْهُ فِي الأَرْضِ كَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دِينَه الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، أَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً، يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً  اللهُمَّ أَعِزَّهُ وَأَعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً. اللهُمَّ أَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.

اللهُمَّ إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ، تُعِزُّ بِها الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِها النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فِيها مِنَ الدُّعاةِ إِلَى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلَى سَبِيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرَامَةَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ؛ اللهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِنَ الْحَقِّ فَحَمّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ، اللهُمَّ الْمُمْ بِهِ شَعَثَنا، وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا، وَكَثِّرْ بِهِ قِلَّتَنا، وَأَعْزِزْ (وأَعِزَّ) بِهِ ذِلَّتَنا، وَأَغْنِ بِهِ عائِلَنا، وَاقْضِ بِهِ عَنْ مُغْرَمِنا، وَاجْبُرْ بِهِ فَقْرَنا، وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا، وَيَسِّرْ بِهِ عُسْرَنا، وَبَيِّضْ بِهِ وَجُوهَنا، وَفُكَّ بِهِ أَسْرَنا، وَأَنْجِحْ بِهِ طَلِبَتَنا، وَأَنْجِزْ بِهِ مَواعِيدَنا، وَاسْتَجِبْ بِهِ دَعْوَتَنا، وَأَعْطِنا بِهِ سُؤْلَنا، وَبَلِّغْنا بِهِ مِنَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ آمالَنا، وَأَعْطِنا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا، يا خَيْرَ الْمَسْؤُولِينَ وَأَوْسَعَ الْمُعْطِينَ، اشْفِ بِهِ صُدُورَنا، وَأَذْهِبْ بِهِ غَيْظَ قُلُوبِنا، وَاهْدِنا بِهِ لِما اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلَى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَانْصُرْنا بِهِ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّنا إِلهَ الْحَقِّ (الخَلْقِ) آمِينَ.

اللهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا (إِمَامِنَا)، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدَّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ (وآلِ مُحَمّدٍ)، وَأَعِنَّا عَلَى ذلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ، وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَةٍ مِنْكَ تُجَلِّلُناهَا، وَعافِيَةٍ مِنْكَ تُلْبِسُناها، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 

 

4- دعاء الصالحين

اللهُمَّ بِرَحْمَتِكَ فِي الصَّالِحِينَ فَأَدْخِلْنا، وَفِي عِلِّيِّينَ فَارْفَعْنا، وَبِكأْسٍ مِنْ مَعِينٍ مِنْ عَيْنٍ سَلْسَبِيلٍ فَاسْقِنا، وَمِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنا، وَمِنَ الْوِلْدانِ الْمُخَلَّدِينَ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ فَأَخْدِمْنا، وَمِنْ ثِمارِ الْجَنَّةِ وَلُحُومِ الطَّيْرِ فَأَطْعِمْنا، وَمِنْ ثِيابِ السُّنْدُسِ وَالْحَرِيرِ وَالإِسْتَبْرَقِ فَأَلْبِسْنا، وَلَيْلَةَ الْقَدْرِ وَحَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ وَقَتْلاً فِي سَبِيلِكَ فَوَفِّقْ لَنا، وَصالِحَ الدُّعاءِ وَالْمَسْأَلَةِ فَاسْتَجِبْ لَنا (يَا خَالِقَنَا اسْمَعْ واسْتَجِبْ لَنَا)، وَإِذا جَمَعْتَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَارْحَمْنا، وَبَراءَةً مِنَ النَّارِ فَاكْتُبْ لَنا، وَفِي جَهَنَّمَ فَلا تَغُلَّنا، وَفِي عَذابِكَ وَهَوانِكَ فَلا تَبْتَلِنا، وَمِنَ الزَّقُّومِ وَالضَّرِيعِ فَلا تُطْعِمْنا، وَمَعَ الشَّياطِينِ فَلا تَجْعَلْنا، وَفِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِنا فَلا تَكْبُبْنا (تَكُبَّنَا)، وَمِنْ ثِيابِ النَّارِ وَسَرابِيلِ الْقَطِرانِ فَلا تُلْبِسْنا، وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ يا لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ بِحَقِّ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ فَنَجِّنا. 

 

 

5- دعاء الإمام الصادق (عليه السلام):

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ، مِنَ الأَمْرِ الْمَحْتُومِ فِي الأَمْرِ الْحَكِيمِ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، الْمُكَفَّرِ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ (عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ)، وَأَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ، أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي فِي خَيْرٍ وَعافِيَةٍ، وَتُوَسِّعَ فِي رِزْقِي، وَتَجْعَلَنِي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ  وَلا تَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي.

 

 

6- صلاة ركعتين:

يقرأ في كلّ ركعةٍ بعد الحمد، التوحيد سبع مرات، ويقول بعد الفراغ سبعين مرّة: (أستغفر اللّه وأتوب إليه). وفي النبويّ من فعل ذلك لا يقوم من مقامه، حتى يغفر اللّه له ولأبويه. 

 

 

7- دعاء التوسل بالمصحف:

تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بين يديك، وتقول:
"اللهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِكِتَابِكَ الْمُنْزَلِ وَمَا فِيهِ، وَفيهِ اسْمُكَ الأَكْبَرُ، وَأَسْمَاؤُكَ الْحُسْنَى، وَمَا يُخَافُ وَيُرْجَى، أَنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النّارِ" وتدعو بما بدا لك من حاجة.

ثمّ تأخذ المصحف فتدعه على رأسك، وتقول:
"اللهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الْقُرْآنِ، وَبِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ، فَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ".

بعدها تقول عشر مرّاتٍ: (بِكَ يَا اللّه)، وعشر مرّاتٍ (بِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وعشر مرّاتٍ (بِعَلِيٍّ عليه السلام)، وعشر مرَّاتٍ (بِفَاطِمَةَ عليها السلام)، وعشر مرّاتٍ (بِالْحَسَنِ عليه السلام)، وعشر مرّاتٍ (بِالحُسَيْنِ عليه السلام)، وعشر مرّاتٍ (بِعَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ عليه السلام)، وعشر مرّاتٍ (بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام)، وعشر مرّاتٍ (بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام) وعشر مرّاتٍ (بِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه السلام)، وعشر مرّاتٍ (بِعَلِيِّ بْنِ مُوسى عليه السلام)، وعشر مرّاتٍ (بِمُحَمَّد بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام)، وعشر مرّاتٍ (بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام، وعشر مرّاتٍ (بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام)، وعشر مرّاتٍ (بِالحُجَّةِ عجّل الله تعالى فرجه) وتسأل حاجتك.

 

 

8- زيارة الإمام الحسين (عليه السلام):

عن الصادق (عليه السلام): "أنّه إذا كان ليلة القدر، نادى منادٍ من السماء السابعة، من بُطنان العرش أنّ اللّه قد غفر لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام)"2.

السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبَا عَبْدِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَأتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الأَذَى فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِباً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ خالَفُوكَ وَحارَبُوكَ، وَالَّذِينَ خَذَلُوكَ وَالَّذِينَ قَتَلُوكَ، مَلْعُونُونَ عَلَى لِسانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرَى، لَعَنَ اللهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الأَلِيمَ، أَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ يابْنَ رَسُولِ اللهِ، زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لأَوْلِيائِكَ، مُعادِياً لأَعْدائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ.

زيارة علي بن الحسين (عليه السلام):
 

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلاَيَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، لَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الأَلِيمَ.

زيارة الشهداء (رضوان الله عليهم):

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الصِّدِّيقُونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الشُّهَداءُ الصَّابِرُونَ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلَى الأَذَى فِي جَنْبِ اللهِ، وَنَصَحْتُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، فَجَزاكُمُ اللهُ عَنِ الإِسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ جَزاءِ الْمُحْسِنِينَ، وَجَمَعَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي مَحَلِّ النَّعِيمِ.

زيارة أبي الفضل العباس (عليه السلام):

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أمِير المؤمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ وَنَصَحْتَ وَصَبَرْتَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، لَعَنَ اللهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَأَلْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الْجَحِيمِ.

 

 

9- الصلاة مائة ركعة:

فإنّها ذات فضلٍ كثيرٍ، والأفضل أن يقرأ في كلّ ركعةٍ بعد (الحمد)، (التوحيد) عشر مرّاتٍ.

 

 

10- دعاء اللّهم إنّي أمسيت:

اللهُمَّ إِنِّي أَمْسَيْتُ لَكَ عَبْداً داخِراً، لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَلا أَصْرِفُ عَنْها سُوءاً، أَشْهَدُ بِذلِكَ عَلَى نَفْسِي، وَأَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتِي وَقِلَّةِ حِيلَتِي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْجِزْ لِي ما وَعَدْتَنِي وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ، مِنَ الْمَغْفِرَةِ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَنِي، فَإِنِّي عَبْدُكَ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ، الضَّعِيفُ الْفَقِيرُ الْمَهِينُ. اللهُمَّ لا تَجْعَلْنِي ناسِياً لِذِكْرِكَ فِيما أَوْلَيْتَنِي، وَلا (غافلاً) لإِحْسانِكَ فِيما أَعْطَيْتَنِي، وَلا آيِساً مِنْ إِجابَتِكَ وَإِنْ أَبْطَأَتْ عَنِّي، فِي سَرّاءَ (كُنْتُ) أَوْ ضَرَّاءَ، أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخاءٍ، أَوْ عافِيَةٍ أَوْ بَلاءٍ، أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعْماءَ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ.

وقد روى الكفعمي هذا الدعاء عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وقد كان يدعو به في هذه الليالي، قائمًا، وقاعدًا، وراكعًا، وساجدًا، وقال العلّامة المجلسي (رحمه الله): إنّ أفضل الأعمال في هذه الليالي هو الاستغفار والذكر، والدعاء لمطالب الدنيا والآخرة، للنفس وللوالدَين والأقارب، وللإخوان المؤمنين، الأحياء منهم والأموات، وتُستحبّ الصلاة على محمّد وآل محمّد، ما تيسَّر. وقد ورد في بعض الأحاديث، استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير.

  

 

11- دعاء الجوشن الكبير

الم ذكور في كتابَي البلد الأمين، والمصباح للكفعمي، وهو مرويٌّ عن الإمام السجّاد، عن أبيه، عن جدّه، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقد هبط به جبرائيل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو في بعض غزواته، وعليه جوشنٌ ثقيلٌ آلمه، فقال: "يا محمّد، ربّك يُقرئك السلام، ويقول لك اخلع هذا الجوشن، واقرأ هذا الدعاء، فهو أمانٌ لك ولأمّتك"، ثم أطال في ذكر فضله بما لا يسعه المقام، ومن جملة فضله: "أنّ من كتبه على كفنه استحى اللّه أن يعذّبه بالنار، ومن دعا به بنيّةٍ خالصةٍ في أوّل شهر رمضان رزقه اللّه تعالى ليلة القدر، وخلق له سبعين ألف ملكٍ، يسبّحون اللّه ويقدّسونه وجعل ثوابهم له، ومن دعا به في شهر رمضان، ثلاث مرّات، حرَّم اللّه تعالى جسده على النار، وأوجب له الجنّة، ووكّل اللّه تعالى به ملكَين يحفظانه من المعاصي، وكان في أمان اللّه طول حياته"، وفي آخر الخبر ورد أنّ الحسين (عليه السلام) قال: "أوصاني أبي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، بحفظ هذا الدعاء، وتعظيمه وأن أكتبه على كفنه، وأن أعلّمه أهلي وأحثّهم عليه، وهو ألف اسمٍ وفيه الاسم الأعظم".

 

يُستفاد من هذا الحديث أمران:

 

• الأول:

استحباب كتابة هذا الدعاء على الأكفان، كما أشار إلى ذلك العلاّمة بحر العلوم (عطَّر اللّه مرقده) في كتاب الدرّة.
وَسنَّ أَن يُكْتَبَ بالأَكفانِ
شَهادَةُ الإِسلام والإيمانِ، 
وهَكَذا كتابة القُرآنِ
واْلجَوشَنِ المنْعُوتِ بالأَمان. 

 

• الثاني:

استحباب الدعاء به في أوّل شهر رمضان، وأمّا الدعاء به في خصوص ليالي القدر فلم يذكر في حديث، ولكن العلاَّمة المجلسي قال في كتاب زاد المعاد، في ضمن أعمال ليالي القدر: إنّ في بعض الروايات أنّه يدعى بدعاء الجوشن الكبير في كلٍّ من هذه الليالي الثلاث، ويكفينا في المقام قوله الشريف. وبالإجمال فهذا الدعاء يحتوي على مائة فصلٍ، وكلّ فصلٍ يحتوي على عشرة أسماءٍ من أسماء اللّه تعالى، وتقول في آخر كلّ فصلٍ: سُبْحانَكَ يا لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، خَلّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبّ.

 

 

12- دعاء التوبة

وهو من أدعية الصحيفة السجاديّة للإمام زين العابدين (عليه السلام)، ويناسب قراءته في ليالي القدر التي يلزم الإنسان فيها أن يتوب من ذنوبه، ويطلب حوائجه من ربّه لما ورد من أنّه يقدّر فيها كلّ ما سيكون في السنة، وهو:

اللهُمَّ يا مَنْ لا يَصِفُهُ نَعْتُ الْواصِفِينَ، وَيا مَنْ لا يُجاوِزُهُ رَجاءُ الرَّاجِينَ، وَيا مَنْ لا يَضِيعُ لَدَيْهِ أَجْرُ الْمُحْسِنِينَ، وَيا مَنْ هُوَ مُنْتَهَى خَوْفِ الْعابِدِينَ، وَيا مَنْ هُوَ غايَةُ خَشْيَةِ الْمُتَّقِينَ، هَذا مَقامُ مَنْ تَداوَلَتْهُ أَيْدِي الذُّنُوبِ وَقادَتْهُ أَزِمَّةُ الْخَطايا ، وَاسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطانُ، فَقَصَّرَ عَمَّا أَمَرْتَ بِهِ تَفْرِيطاً، وَتَعاطَى ما نَهَيْتَ عَنْهُ تَغْرِيراً ، كَالْجاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ، أَوْ كَالْمُنْكِرِ فَضْلَ إِحْسانِكَ إِلَيْهِ، حَتَّى إِذا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الْهُدَى، وَتَقَشَّعَتْ عَنْهُ سَحائِبُ الْعَمَى، أَحْصَى ما ظَلَمَ بِهِ نَفْسَهُ، وَفَكَّرَ فِيما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ، فَرَأَى كَثِيرَ عِصْيانِهِ كَثِيراً، وَجَلِيلَ مُخالَفَتِهِ جَلِيلاً، فَأَقْبَلَ نَحْوَكَ مُؤَمِّلاً لَكَ، مُسْتَحْيياً مِنْكَ، وَوَجَّهَ رَغْبَتَهُ إِلَيْكَ ثِقَةً بِكَ، فَأَمَّكَ بِطَمَعِهِ يَقِيناً، وَقَصَدَكَ بِخَوْفِهِ إِخْلاصاً، قَدْ خَلا طَمَعُهُ مِنْ كُلِّ مَطْمُوعٍ فِيهِ غَيْرِكَ، وَأَفْرَخَ رَوْعُهُ مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ مِنْهُ سِواكَ، فَمَثَلَ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَضَرِّعاً، وَغَمَّضَ بَصَرَهُ إِلَى الْأَرْضِ مُتَخَشِّعاً، وَطَأْطَأَ رَأْسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلِّلاً، وَأَبَثَّكَ مِنْ سِرِّهِ ما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ خُضُوعاً، وَعَدَّدَ مِنْ ذُنُوبِهِ ما أَنْتَ أَحْصَى لَها خُشُوعاً، وَاسْتَغاثَ بِكَ مِنْ عَظِيمِ ما وَقَعَ بِهِ فِي عِلْمِكَ، وَقَبِيحِ ما فَضَحَهُ فِي حُكْمِكَ، مِنْ ذُنُوبٍ أَدْبَرَتْ لَذَّاتُها فَذَهَبَتْ وَأَقامَتْ تَبِعَاتُهَا فَلَزِمَتْ، لا يُنْكِرُ يا إِلهِي عَدْلَكَ إِنْ عاقَبْتَهُ، وَلا يَسْتَعْظِمُ عَفْوَكَ إِنْ عَفَوْتَ عَنْهُ وَرَحِمْتَهُ، لأَنَّكَ الرَّبُّ الْكَرِيمُ الَّذِي لا يَتَعاظَمُهُ غُفْرانُ الذَّنْبِ الْعَظِيمِ.

اللهُمَّ فَها أَنَا ذا قَدْ جِئْتُكَ مُطِيعاً لأَمْرِكَ فِيما أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ، مُتَنَجِّزاً وَعْدَكَ فِيما وَعَدْتَ بِهِ مِنَ الْإِجابَةِ، إِذْ تَقُولُ (ادْعُونِي اسْتَجِبْ لَكُمْ)، اللهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه وَالْقَنِي بِمَغْفِرَتِكَ كَما لَقِيْتُكَ بِإِقْرارِي، وَارْفَعْنِي عَنْ مَصارِعِ الذُّنُوبِ كَما وَضَعْتُ لَكَ نَفْسِي، وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ كَما تَأَنَّيْتَنِي عَنِ الْإِنْتِقامِ مِنِّي، اللهُمَّ وَثَبِّتْ فِي طاعَتِكَ نِيَّتِي وَأَحْكِمْ فِي عِبادَتِكَ بَصِيرَتِي، وَوَفِّقْنِي مِنَ الْأَعْمالِ لِما تَغْسِلُ بِهِ دَنَسَ الْخَطايا عَنِّي، وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذا تَوَفَّيْتَنِي، اللهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ فِي مَقامِي هَذَا مِنْ كَبائِرِ ذُنُوبِي وَصَغائِرِها، وَبَواطِنِ سَيِّئاتِي وَظَواهِرِها، وَسَوالِفِ زَلاَّتِي وَحَوادِثِها، تَوْبَةَ مَنْ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ، وَلا يُضْمِرُ أَنْ يَعُودَ فِي خَطِيئَةٍ، وَقَدْ قُلْتَ يا إِلهِي فِي مُحْكَمِ كِتابِكَ: إِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ، وَتَعْفُو عَنِ السَّيّئاتِ، وَتُحِبُّ التَّوَّابِينَ، فَاقْبَلْ تَوْبَتِي كَما وَعَدْتَ، وَاعْفُ عَنْ سَيِّئاتِي كَما ضَمِنْتَ وَأَوْجِبْ لِي مَحَبَّتَكَ كَما شَرَطْتَ، وَلَكَ يا رَبِّ شَرْطِي أَلاَّ أَعُودَ فِي مَكْرُوهِكَ، وَضَمانِي أَلاَّ أَرْجِعَ فِي مَذْمُومِكَ، وَعَهْدِي أَنْ أَهْجُرَ جَمِيعَ مَعاصِيكَ.

اللهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمُ بِما عَمِلْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا عَلِمْتَ وَاصْرِفْنِي بِقُدْرَتِكَ إِلَى ما أَحْبَبْتَ، اللهُمَّ وَعَلَيَّ تَبِعاتٌ قَدْ حَفِظْتُهُنَّ وَتَبِعاتٌ قَدْ نَسِيْتُهُنَّ، وَكُلُّهُنَّ بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ، وَعِلْمِكَ الَّذِي لا يَنْسَى، فَعَوِّضْ مِنْها أَهْلَها وَاحْطُطْ عَنِّي وِزْرَها، وَخَفِّفْ عَنِّي ثِقْلَها، وَاعْصُمْنِي مِنْ أَنْ أُقارِفَ مِثْلَها، اللهُمَّ وَإِنَّهُ لا وَفاءَ لِي بِالتَّوْبَةِ إِلاَّ بِعِصْمَتِكَ، وَلا اسْتِمْساكَ بِي عَنِ الْخَطايا إِلاَّ عَنْ قُوَّتِكَ، فَقَوِّنِي بِقُوَّةٍ كافِيَةٍ، وَتَوَلَّنِي بِعِصْمَةٍ مانِعَةٍ، اللهُمَّ أَيُّما عَبْدٍ تابَ إِلَيْكَ وَهُوَ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ فَاسِخٌ لِتَوْبَتِهِ وَعائِدٌ فِي ذَنْبِهِ وَخَطِيئَتِهِ، فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَكُونَ كَذلِكَ، فَاجْعَلْ تَوْبَتِي هَذِهِ لا أَحْتاجُ بَعْدَها إِلَى تَوْبَةٍ، تَوْبَةً مُوْجِبَةً لِمَحْوِ ما سَلَفَ وَالسَّلامَةَ فِيما بَقِيَ، اللهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ جَهْلِي وَأَسْتَوْهِبُكَ سُوءَ فِعْلِي فَاضْمُمْنِي إِلَى كَنَفِ رَحْمَتِكَ تَطَوُّلاً، وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِ عافِيَتِكَ تَفَضُّلاً، اللهُمَّ وَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ ما خالَفَ إِرادَتَكَ أَوْ زالَ عَنْ مَحَبَّتِكَ مِنْ خَطَراتِ قَلْبِي ولَحَظاتِ عَيْنِي وَحِكاياتِ لِسانِي، تَوْبَةً تَسْلَمُ بِها كُلُّ جارِحَةٍ عَلَى حِيالِها مِنْ تَبِعاتِكَ وَتَأْمَنُ مِمَّا يَخافُ الْمُعْتَدُونَ مِنْ أَلِيمِ سَطَواتِكَ، اللهُمَّ فَارْحَمْ وَحْدَتِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَوَجِيبَ قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ، وَاضْطِرابَ أَرْكانِي مِنْ هَيْبَتِكَ، فَقَدْ أَقامَتْنِي يا رَبِّ ذُنُوبِي مَقامَ الْخِزْيِ بِفِنائِكَ فَإِنْ سَكَتُّ لَمْ يَنْطِقْ عَنِّي أَحَدٌ وَإِنْ شَفَعْتُ فَلَسْتُ بِأَهْلِ الشَّفاعَةِ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَشَفِّعْ فِي خَطايايَ كَرَمَكَ، وَعُدْ عَلَى سَيِّئاتِي بِعَفْوِكَ، وَلا تُجْزِني جَزائِي مِنْ عُقُوبَتِكَ وَابْسُطْ عَلَيَّ طَوْلَكَ، وَجَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ، وَافْعَلْ بِي فِعْلَ عَزِيزٍ تَضَرَّعَ إِلَيْهِ عَبْدٌ ذَلِيلٌ فَرَحِمَهُ، أَوْ غَنِيٍّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبْدٌ فَقِيرٌ فَنَعَشَهُ، اللهُمَّ لا خَفِيرَ لِي مِنْكَ فَلْيَخْفُرْنِي عِزُّكَ وَلا شَفِيعَ لِي إِلَيْكَ فَلْيَشْفَعْ لِي فَضْلُكَ، وَقَدْ أَوْجَلَتْنِي خَطايايَ فَلْيُؤْمِنِّي عَفْوُكَ، فَما كُلُّ ما نَطَقْتُ بِهِ عَنْ جَهْلٍ مِنِّي بِسُوءِ أَثَرِي وَلا نِسْيانٍ لِما سَبَقَ مِنْ ذَمِيمِ فِعْلِي ولكِنْ لِتَسْمَعَ سَماؤُكَ وَمَنْ فِيها وَأَرْضُكَ وَمَنْ عَلَيْها، ما أَظْهَرْتُ لَكَ مِنَ النَّدَمِ وَلَجَأْتُ إِلَيْكَ فِيهِ مِنَ التَّوْبَةِ، فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُني لِسُوءِ مَوْقِفِي أَوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ عَلَيَّ لِسُوءِ حالِي فَيَنالَنِي مِنْهُ بِدَعْوَةٍ، هِيَ أَسْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعائِي، أَوْ شَفاعَةٍ أَوكَدُ عِنْدَكَ مِنْ شَفاعَتِي تَكُونُ بِها نَجاتِي مِنْ غَضَبِكَ وَفَوْزَتِي بِرِضاكَ، اللهُمَّ إِنْ يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً إِلَيْكَ فَأَنَا أَنْدَمُ النَّادِمِينَ، وَإِنْ يَكُنِ التَّرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ إِنابَةً فَأَنَا أَوَّلُ الْمُنِبِينَ، وَإِنْ يَكُنِ الْإِسْتِغْفارُ حِطَّةً لِلذُّنُوبِ فَإِنِّي لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ، اللهُمَّ فَكَما أَمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ وَضَمِنْتَ الْقَبُولَ، وَحَثَثْتَ عَلَى الدُّعاءِ وَوَعَدْتَ الْإِجابَةَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَلا تُرْجِعْنِي مَرْجِعَ الْخَيْبَةِ مِنْ رَحْمَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ عَلَى الْمُذنْبِينَ، وَالرَّحِيمُ لِلْخاطِئِينَ الْمُنِيِبينَ. اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَما هَدَيْتَنا بِهِ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَما اسْتَنْقَذْتَنا بِهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاةً تَشْفَعُ لَنا يَوْمَ الْقِ يامَةِ وَيَوْمَ الْفاقَةِ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ.

والحمدلله ربّ العالمين

مهدي
3093قراءة
2016-01-18 23:08:07

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا