من ألقاب الإمام عليّ الرضا (عليه السلام) وأسباب تسميته بها
السلام على ابن موسى الرضا ورحمة اللّٰه وبركاته..
أشهر ألقابه: الرضا، الصابر، الفاضل، الرضيّ، الوفيّ، وقرّة أعين المؤمنين، وغيظ الملحدين..
والألقاب التي لقّبهُ بها محبّوه: أنيس النفوس، غريب طوس، ضامن الجنّة، السلطان...
نستعرض هنا السبب من تسميته ببعض الألقاب..
الرضا
ما هو السبب الذي من أجله سُمّي بالرضا بالرغم من أنّ جميع المعصومين
(عليهم السلام) راضون بالقدر والقضاء الإلٰهي؟
إنّنا نعتقد بأنّ جميع الأئمّة الطاهرين (صلوات اللّٰه عليهم) بلغوا حدّ الكمال في جميع الصفات
الحميدة والخصال المحمودة، ومن جملتها الرضا بقضاء اللّٰه وقدره، وهذه الصفة هي رأس الصفات الحسنة.
إذن، فكلّ واحدٍ منهم (عليهم السلام) يحمل جميع هذه الصفات الحسنة، إلّا أنّ بروز صفةٍ بشكلٍ أعمقٍ من الصفات الأخرى لديهم، جعلت الآخرين يلقّبونهم بها؛ وعليه فالإمام الثامن، علاوةً على إحاطته بحقيقة الرضا، وبلوغه حدّ كمالها، ترى الأمّة في زمانه، العدوّ والصديق، المؤالف والمخالف، راضين عنه وعن سلوكه.
وفي الحديث عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى (عليهما السلام) أنّ قومًا من مخالفيكم يزعمون أباك إنّما سمّاه المأمون ((الرضا)) لِما رضيه لولاية عهده، فقال: كذبوا واللّٰه وفجروا، بل اللّْه تبارك وتعالى سمّاه الرضا، لأنّه كان رضيًّا للّٰه عزّ وجلّ في سمائه، ورضيًّا لرسوله والأئمّة من بعده (صلوات اللّٰه عليهم) في أرضه، قال: فقلت له: ألم يكن كلّ واحدٍ من آبائك الماضين (عليهم السلام) رضيًّا للّٰه تعالى ولرسوله والأئمّة (عليهم السلام)؟
فقال: بلى. فقلت: فلِمَ سُمّيَ أبوك من بينهم ((الرضا))؟ قال: لأنّه رضيَ به المخالفون من أعدائه كما رضيَ به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحدٍ من آبائه (عليهم السلام) فلذلك سمّي من بينهم ((الرضا)).
عالم آل محمّد
إنّ هذا التعبير ورد على لسان جدّه (صلوات الله عليه)..
أنّ موسى بن جعفر قال: أبي الصادق
(وأنّ عالم آل محمد في صلبك حقًّا، اسمه يواطيء إسم أمير المؤمنين، ليتني ألقاه..) بالرغم من أنّ الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) ورث كلّ واحدٍ منهم علم الرسول الأكرم (صلّى اللّٰه عليه وآله) جدّهم، إلاّ أنّ تعبير "بحق" بتلك العبارة قد يكون إحتمالًا من ناحية أنّه أبطل جميع حجج أهل الباطل وذرائعهم، ناهيك عن قول الإمام الصادق بأنْ هو غوث هذه الأمّة، وغياث هذه الأمّة، وإنّ قوله
حكم، وصمته علم، يبّين للناس ما يختلفون فيه..
لقد ذكر أنّ الإمام الثامن هو الغوث والغياث بالرغم من أنّ كلّ واحدٍ من الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) هو ملجأ وغوث وغياث للأمّة الإسلاميّة، والقصد من ذلك الكلام هو التبشير بما سيصيب سادات بني فاطمة (عليها وعليهم السلام)، ومحبّيهم من الوسعة وحسن الحال..
غريب الغرباء
الغريب كلمة تقال لكلّ من ابتعد عن مدينته أو دياره أو وطنه، وتطلق أيضًا على كلّ من لا صاحب له ولا صديق يرافقه، حتّى لو كان في وطنه وفي عقر داره.
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: الغريب من ليس له حبيب..
ضامن الغرباء
يُقال أنّ الشيخ حسن النجفي قال: لقد نفد ما عندي من مالٍ حينما كنت في مشهد المقدّسة وعند ضريح المطهّر، وعلى حين غرّةٍ سمعت أحدًا ينادي بلسانٍ فصيحٍ: لاتحزن، إذ كلّ إمامٍ هو مظهرٌ لأحد الأمور، وعلي بن موسى الرضا ضامن الغرباء.
ضامن الظبية
لقد سمع الكثير من الناس حكاية مفادها أنّ صيّادًا إصطاد ظبية، فلاذت الظبية بمقام الإمام وطلبت منه أن يضمنها لتذهب وتسقي صغيرها لبنًا ثمّ تعود، فضمنها الإمام لتذهب وترجع ثانيةً إلى الصيّاد..
طبعًا هناك الكثير من الصفات والتفاسير الأخرى ولكن هذا ما أحببنا إطلاعكم عليه، فلا نريد إطالة المقال أكثر من ذلك، وصلّى اللّٰه على سيّدنا محمّدٍ وآله الأطهار.