12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

مجالس حي على العزاء >> المجلس 5 -الخامنئي وليّنا - مرحلة الكشافة والمرشدات

المجلس 5 - الخامنئي وليّنا

مرحلة الكشافة والمرشدات

 

المدّة: 20 دقيقة

 

الأغراض:

-    أفهم معنى ولاية الفقيه. (الكشّافة/المرشدات:22)
-    أعرف الإمام الخامنئي (دام ظلّه) وليًّا ومرجعًا. (الأشبال/الزهرات:31)

 

 المقدّمة:

صلّى الله عليك يا أبا عبد الله، صلّى الله عليك يا ابن رسول الله، -جميعًا- واحسيناه، واحسيناه، واحسيناه، حبيبي حسين، غريب حسين، مظلوم حسين، عطشان حسين، يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا.

 

القصيدة:

عين جودي لمسلم بن عقيل         لرسول الحسين سبط الرسول 
لشهيدٍ بين الأعادي وحيدًا        وقتيلٍ لنصر خير قتيل 
جاد بالنفس للحسين فجودي         لجوادٍ بنفسه مقتول  
سيدي أبا عبد الله        
مذ فاجأ الناعي الحسين علت         على فقدان مسلم رنّةٌ وعويل 
وله ابنةٌ مسح الحسين برأسها         واليتم مسح الرأس فيه دليل 
لما أحسّت يتمها صرخت ألا يا        والدي حزني عليك طويل  

 

 النعي:  

كأنّي بحميدة تسأل الإمام (عليه السلام) عن أخبار أبيها  
قول يا عمّي ريتني فداك           يعمّي من أبويَ خبر ما جاك
يعمّي حسين قلي بويَ وينه        من يوم ما فارقنا ما بيّن علينه
عظمَ اللهُ أجورَنا بمُصابِنا بالحسينِ (عليه السلام)، وجعَلَنا وإيَّاكُمْ من الطالبينَ بثارِهِ معَ الإمامِ المهديِّ من آلِ محمَّدٍ صلواتُ اللهِ عليهِ وعليهِمْ، لتعجيل الفرج صلّوا على محمّد وآل محمّد.
المصيبة:

سنتحدّث اليوم عن سفير الإمام الحسين (عليه السلام) مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه)، لقد كان مسلم بن عقيل عالمًا فاضلًا، فقد تتلمذ على يديّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومن بعده على يديّ الإمامين الحسنين (عليهما السلام)، فقد أتقن مسلمٌ القرآن وعلومه والفقه وأحكامه والحديث وكان من العارفين بالعلوم الإلهيّة. 
أرسل أهل الكوفة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) أن أقدم إلينا، فليس لنا إمامٌ، أي هم رفضوا بيعة يزيدٍ، ويريدون بيعة الإمام (عليه السلام)، أمام العدد الكبير من رسائل أهل الكوفة إلى الإمام (عليه السلام) أرسل إليهم مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) يستطلع أحوالهم، وحمّله رسالةً ممّا ورد فيها: "وإنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل"  .
توجّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة، حتّى دخلها ونزل في بيت المختار الثقفي الذي كان سيّدًا في قومه كريمًا شجاعًا، ومن شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومعروفًا بولائه لأهل البيت (عليهم السلام). 
قدّم المختار لسفير الإمام الحسين (عليه السلام) مسلم بن عقيل كلّ الدعم، وبدأ الناس يتوافدون إلى بيت المختار الثقفيّ، واحتشدت الجماهير، ترحّب بقدوم مسلم (رضوان الله عليه) وتبايعه. وأخذ الناس يضعون أيديهم على يديّ مسلم (رضوان الله عليه) وهم يهتفون بالرضا والقبول والطاعة وتنفيذ الأوامر وعدم الخذلان، وقد التفّت الجماهير حول مسلم بن عقيل حتّى بايعه جمعٌ كبير. 
بعدما أيقن مسلم بن عقيل من مبايعة أهل الكوفة للإمام (عليه السلام)، كتب إلى الإمام الحسين (عليه السلام) كتابًا يخبره بأحوال الكوفة، ويطلب القدوم إلى الكوفة؛ لأنّ القوم قد بايعوه، وهم ينتظرون قدومه، وأرسل مسلمٌ كتابه للإمام (عليه السلام) مع عابس بن أبي شبيب الشاكري وقيس بن مسهّر الصيداوي. ونص الرسالة: "أمّا بعدُ، فإنّ الرائد لا يَكْذِب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفًا، فعجِّل الإقبال حين يأتيك كتابي هذا، فإنّ النّاس كلّهم معك! ليس لهم في آل معاوية رأيٌ ولا هوى، والسلام" .
في هذه الأثناء كتب أنصار يزيدٍ في الكوفة رسائل إلى يزيد يخبرونه فيها بدخول مسلم بن عقيل إلى الكوفة، وصلت الرسائل إلى يزيد (لعنه الله) فبات ليلته قلقًا ماذا يفعل؟ وكان له مستشارٌ اسمه "سرجون" فبعث خلفه وطلب المشورة، وسرجون هذا كان مستشارًا لمعاوية من قبل، فأشار عليه أن يولّي على الكوفة عبيد الله بن زياد (لعنه الله)، فولّاه، ودخل ابن زياد الكوفة، ووصل إلى قصر الإمارة، وبدأ بالتخطيط لخنق حركة مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه). 
كان ابن زياد بحاجةٍ إلى معرفة مقرّ "مسلم"، وأن يعرف القيادات الرئيسة مع "مسلم"، فانتدب لهذه المهمّة عميلًا اسمه "معقل" وأعطاه المال الكثير. 
دخل "معقلٌ" مسجد الكوفة، أخذ يتعبّد، ويُظهر التديّن والإخلاص والولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، ويسأل عن أحدٍ يرشده إلى مسلم بن عقيل، ليسلّمه أموالًا زعم أنّها من الشام جاء بها لدعم حركة مسلم بن عقيل، فأرشدوه إلى مسلم بن عوسجة، فإلتقى معقل بمسلم بن عوسجة، وأعطاه المال، وطلب منه لقاء مسلم بن عقيل ليبايعه. 
استأذن مسلم بن عوسجةٍ لمعقل بمقابلة مسلم بن عقيل فوافق مسلم، وتقابل معه وبايع معقلٌ مسلمًا، ثمّ ذهب إلى ابن زياد ليوفيه بالمعلومات التي حصل عليها، فأمر ابن زياد بالهجوم على منزل هانئ بن عروة.
بعد اعتقال ابن زياد لهانئ بن عروة، اجتمع أنصار مسلم في الأزقة والطرقات بناءً لطلب مسلم، وسقطت الكوفة بيد مسلمٍ بن عقيل، فلم يكن مع عبيد الله بن زياد (لعنه الله) إلا ثلاثين شرطيًّا، وعشرين رجلًا من الزعماء الذين انضموا إليه بالرشوة، وكان يتحصّن في قصر الإمارة، فأغلق الأبواب عليه وأخذ يفكّر في حيلة. 
استعمل ابن زياد الخدعة، فبعث مجموعةً من الوجهاء، منهم ممن كاتبوا الإمام الحسين (عليه السلام) كشِبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وتسلّلوا بين صفوف عسكر مسلم، يبثّون بينهم الرعب والخوف، يرهّبون الناس، ويرغبونهم فمنهم من أعطوه المال فترك سلاحه ولزم بيته، ومنهم من هدّدوه بالقتل، وبدأت الدعايات تبثّ أن جيشًا كبيرًا من الشام آتٍ إلى الكوفة لتأديب أهلها، ويتحدّثون عما سيحلّ فيها من دمارٍ عند وصول جيش الشام. 
خافت بعض النساء على أزواجها وأولادها فاندفعت نحو جيش مسلم، وكلّ واحدةٍ تنادي زوجها أو أخاها أو ابنها أو أباها وتتوسّل إليه، وبهذه الطريقة انسحب عددٌ كبيرٌ من الشوارع، واستطاع ابن زياد أن يسيطر على الموقف والأحداث، وخضعت الكوفة له. 
أمّا مسلم فقد دخل مسجد الكوفة لصلاة المغرب والعشاء، وخلفه ثلاثمائة شخصٍ، لـمّا أنهى مسلمٌ صلاة العشاء، وجد الكثير منهم قد غادر المسجد، وخلال مسيره في الزقاق غادر الآخرون، حتّى لم يجد منهم أحدًا يدلّه على الطريق، فمسلمٌ غريبٌ عن الكوفة، ولا يعرف أزقتها. 
وقف مسلمٌ حائرًا في الطريق، لا يعلم إلى أين يذهب؟ فهانئ في السجن، وأصحابه الخلّص كحبيبٍ ومسلمٍ بن عوسجةٍ توارووا عن الأنظار ليلتحقوا بالإمام الحسين (عليه السلام)، وقف مسلمٌ في أحد الأزقّة متحيّرًا، استرجع: "إنا لله وإنا إليه راجعون". 
مشى مسلمٌ في أحد الأزقّة دون أن يعلمَ أنّ رجلاه ستقودانه إلى منزل امرأةٍ صالحةٍ اسمها طوعة، انتقل مسلمٌ من زقاقٍ إلى زقاقٍ، الأبواب كلّها مقفلة، إلى أن وصل إلى باب دارٍ مفتوحٍ تقف أمامه سيّدةٌ عجوز، تبدو عليها علامات التقى والعفّة، سلّم عليها مسلم، فردّت سلامه، استسقاها فأتت إليه بالماء، شرب مسلم، أخذت القدح من يده، لكن مسلمًا بقيَ في مكانه. نظرت طوعة إلى مسلم، قالت: ألم تشرب؟ قال: بلى. قالت: إذهب إلى أهلك فأنا لا أسمح لك بالوقوف على باب داري: 
يقلّلها وعينه مستديرة            لا أهل عندي ولا عشيرة 
غريب وعمامي بغير ديره           أنا مسلم الفاقد نصيره
هنا بادرها مسلم بالقول: ليس لي في الكوفة بيتٌ ولا دار، وقد خذلني أهل الكوفة، فهل لك أن تبقيني عندك سواد هذه الليلة؟ 
أدخلت طوعة مسلمًا إلى دارها، وضعت له الطعام والشراب فلم يأكل، بقيَ مسلمٌ طيلة الليل يعبد الله تعالى. 
كان لهذه الإمرأة ولد اسمه بلال، وكان من جنود عبيد الله بن زياد، حينما علم بوجود مسلمٍ في بيت أمّه، أخبر أعوان بن زياد بذلك لنيل الجائزة، فجهّز بن زياد مجموعةً كبيرةً من الفرسان للقبض على مسلم، وتوجّهوا إلى دار طوعة. 
مسلمٌ كان لا يزال في بيت طوعة، سمع حوافر الخيل، وطنطنة الحديد، فعلم أنّه المقصود، فسلّم على طوعةٍ، وشكرها على حسن صنيعها معه، ثمّ خرج للقاء القوم شاهرًا سيفه، فقاتلهم قتال الأبطال حتّى أثخنته الجراح فوقف ليستريح، فطعنه أحدهم من الخلف، فوقع صريعًا، فهجموا عليه، وأخذوه أسيرًا.
أُدخل مسلم بن عقيل على ابن زياد أسيرًا، مكبّلًا، الدماء تسيل من أنحاء جسده، فلم يسلّم مسلمٌ عليه، وجرى بنهما محاورة أظهر فيها مسلمٌ شجاعةً نادرةً، فغضب منه عبيد الله بن زياد فشتم مسلمًا وشتم الإمام الحسين (عليه السلام) وشتم الإمام علي (عليه السلام)، فردّ عليه مسلمٌ بما أسكته، فلم يملك عبيد الله إلا أن أمر بأنْ يُصعد به إلى سطح الإمارة، ويُقتل ويُرمى بجسده من أعلى قصر الإمارة. 
رحم الله من نادى: وامسلماه، واقتيلاه، واشهيداه. 
وصل خبر شهادة مسلم إلى الحسين (عليه السلام)، فعظم عليه المصاب، واشتدّ به الحزن، فدعا بطفلةٍ لمسلم تدعى حميدة، أجلسها في حجره، وأخذ يمسح على رأسها كما يُمسح على رأس اليتيم. 
أخذ بنت مسلم امن الخيم بيده             يمسح راسها بحسره شديده
بالشرّ حسّت الطفلة حميدة               قالتله يعمّي وسالت العين
يعمي لاحت بوجهك علامة             على راسي امسحت قلّي علامة
يعمّي هالسجية وايه اليتامه               أظن بوي قضه أو يتّمني البين

مسح الحسين برأسها فاستشعرت        باليتم وهي علامةٌ تكفيها
لم يبكها عدم الوثوق بعمّها        كلّا ولا الوجد المبرّح فيها
لكنّها تبكي مخافة أنّها        تمسي يتيمة عمّها وأبيها
                إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا آل محمّد أيّ منقلب ينقلبون والعاقبة للمتّقين.

 

الدعاء:

اللهم إنّا نسألك بالحسين الشهيد (يا الله)، 
أن تصليّ على محمّد وآل محمد (يا الله)،
وتعجّل فرج محمّد وآل محمّد (يا الله)،
اللهم وفقّنا لطاعتك وجنبنا معصيتك (يا الله)،
اللهم ارزقنا شفاعة نبيّك وأهل بيته (صلّى الله عليه وآله) (يا الله)، 
اللهم إحفظ إمامنا الخامنئي (دام ظلّه) (يا الله)،
اللهم ارحم شهداءنا (يا الله)، 
اللهم انصر مجاهدي المقاومة الإسلاميّة، وثبت أقدامهم، وسدّد رميتهم (يا الله)، 
إلى روح الإمام الخميني (قدّس سرّه)، أرواح السيّد عباس، الشيخ راغب، الحاج عماد، الشهداء، المؤمنين والمؤمنات، نهدي الجميع ثواب المباركة الفاتحة مسبوقةً بالصلاة على محمّد وآل محمد.

 

فيديو المجلس:

 

لتحميل الملف بصيغة mp3: اضغط هنا

 

برامج
1656قراءة
2021-07-28 21:01:42

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا