كان في النجف رجلٌ اسمه الشيخ محمد حسن سريرة, يُعاني ثلاث مشاكل:
1. يقذِف الدم من صدره أثناء السعال.
2. يعيش في فقرٍ شديد.
3. يحبُّ الزواج من امرأة إمتنع أهلُها أن يزوِّجوها إيّاه, لِفَقره.
فلمّا يئس من حل مشاكله، قرَّر الذهاب إلى مسجد الكوفة أربعين ليلة أربعاء, لأنَّه قد اشتهر بين المؤمنين أنَّ من واظبَ على زيارة مسجد الكوفة أربعين ليلة أربعاء، فلا بدَّ أن يرى الإمام المهدي عجل الله فرجه، فواظبَ الرجل على ذلك.
فلمّا كانت الليلة الأخيرة جلس الرجل على دَكَّة باب المسجد في الخارج - لأنَّه لم يستطع المكوث في المسجد، بسبب الدم الذي كان يقذفه من صدره. وكان من عادته شُرب القهوة، فأشعلَ النار لصُنع القهوة، وإذا به يرى رجلاً قَصَده، فانزَعج من ذلك وقال في نفسه: إنَّ هذا الأعرابي سيشرب القهوة كلَّها، ولا يبقى لي شيء! .
يقول: فوصلَ الرّجل وسلَّم عليَّ باسمي، فتعجَّبتُ من معرفته باسمي وجعلتُ أسأله: من أيَّة طائفة أنت، من طائفة فلان؟ فيقول: لا، حتى ذكرتُ أسماء طوائف متعدِّدة، وهو يقول: لا. لا.
وأخيرًا سألني: ما الذي جاء بك إلى هنا؟
فقلت له: ولماذا تسأل عن ذلك؟
فقال: وما يضُرُّك لو أخبرتني به؟! .
فصببتُ له القهوة وقدَّمتها له، فشرب قليلاً منها، ثمَّ رَدّ الفِنجان وقال لي: أنت إشربها. فأخذتُ الكأس منه وشربتُ ما تبقّى من القهوة. ثم بدأتُ ببيان حوائجي فَقُلت له: أنا في غاية الفَقر والحاجة، ومُصابٌ بِقَذف الدّم منذ سنين، وقد تعلَّق قلبي بامرأة، وامتنع أهلُها من تزويجها إيّاي. وقلتُ له: لقد خدعني بعض رجال الدين إذ قالوا لي: أُقصُد - في حوائجك - الإمام صاحب الزمانعجل الله فرجه واذهب إلى مسجد الكوفة أربعين ليلة أربعاء، فتُقضى حوائجك، وقد تحمَّلتُ المشاق والمتاعب في هذه الليالي، وهذه هي الليلة الأخيرة ولم أرَ فيها أحدًا. فقال لي ـ وأنا غافل ـ: أمّا صَدرُك فقد برأ، وأمّا المرأة فستتزوَّج بها قريبًا، وأمّا الفَقر فلا يُفارِقُك حتى الموت. ولمّا أصبح الصبّاح شعرتُ أنَّ صدري قد برأ، وبعد أُسبوع تزوَّجتُ تلك المرأة، وبقيَ الفقر على حاله.
مرشدات المهدي
2855قراءة
2017-01-21 10:48:56