هالمرّة حكايتنا عن حلاق كان شغّيل أبضاي وبيشتغل زيادة عن اللزوم. لأن كان مضطر يأمّن لقمة العيش، مش بس لعيلت كمان لبيّ، بيّه العجوز المريض، كان بحاجة لرعاية وعناية. فكان هيدا الحلاّق شايل هم بيّه، فكان يساعده بكل تفاصيل حياته. كل يوم وكل ليلة، ما عدا ليلة وحدة هيي ليلة الأربعاء. عشان كان هالحلاق يزور مسجد السهلة كل ليلة أربعاء، فالناس اللي بهالمسجد تعودو عليه وحفظوi، إنّو كل ليلة أربعاء هيدا الحلاق بكون بالمسجد.
بس بعد فترة هالناس فقدوه، ومعش شافوه بالمسجد أبدًا، استغربوا وتساءلوا "معقوله بو شي، صاير معه شي!؟ تعودنا عليه بس ما حدا عرف. وبيوم من الأيام واحد من هول الناس، بيتلاقى بالحلاق بالصدفة، وبيسأله "يا زلمي وينك معش شفناك بالمسجد بنوب، خير صاير معك شي!؟ بيك اشبه شي".. قالّه: "بما إنّك سألتني خليني خبرك حكايتي"، قالّه: "أنت زرت مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء، بس بالليلة الأخيرة، صار اللي ما كان بالحسبان، أول شي تأخرت لأطلع من البيت، فطلعت بعد المغرب وكانت الدنيا معتمة، فصرت إمشي لحالي، وقبل ما أوصل عالمسجد، بلمح حدا ماشي ورايي، رجل على فرس.
خفت للحظة، فكرت بدّه يسرق مني شي، أو بدّه شي، بس هيدا الرجل سألني سؤال واحد. وقالّي: "معك شي للأكل!" قلتله: "لاء"، بس رجع عاد السؤال قالّي: "معك شي للأكل؟"، قلتله: "لاء ما معي، متأكد أني!" قالّي: "لكن حط إيدك بجيبتك وتأكّد". وفعلاً حطيت إيدي بجيبتي وبلاقي زبيب، هودي كنت جايبهن لبيّي بس نسيتن معي لأني كنت مستعجل. هون هيدا، الرجل قالّي كلمة وحدة وعادها تلات مرات، قالّي: "رفقًا بالرجل المسن، رفقًا بالرجل المسن، رفقًا بالرجل المسن"، وراح.
بس راح، عرفت إنّه هيدا الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وفهمت شو كان قصدهن فهمت كان قصده إنّك تقعد حد بيّك أهم، أهم من إنّك تزور مسجد السهلة، وعرفت هون إنّه بر الوالدين من أقرب الطرق لطاعة الله سبحانه وتعالى، فبهيدي الطريقة صاحب العصر والزمان عرّفه لهيدا الحلّاق شو القصة وفهمه شو الحكاية.
سيدي يا صاحب الزمان، ونراك حكايتنا...
برامج
4021قراءة
2020-03-16 17:05:36