دروسٌ من نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)
لقد ضحّى شعبنا بأرواح أبنائه من الأطفال الخُدّج وحتّى الشيوخ في سبيل الله تبارك و تعالى، إقتداءً بسيّد الشهداء (سلام الله عليه).
لقد علّم سيّد الشهداء (عليه السلام) الجميع ما ينبغي عليهم فعله في مقابل الظلم والحكومات الجائرة. فرغم أنّه كان يعلم منذ البداية أنّ عليه أن يضحّي -في طريقه الذي سلكه- بجميع أنصاره و أهل بيته من أجل الإسلام، إلاّ أنّه كان يعرف أنّه سيستشهد.
لقد تمكّن سيّد الشهداء (عليه السلام) من خلال تضحيته، إلى إرشاد الجميع على مرّ التاريخ إلى الطريق الصائب الذي ينبغي أن يسلكوه.
لقد علّم (عليه السلام) الناس أن لا يخشَوا قلّة العدد، فالعدد ليس هو الأساس، بل الأصل والمهم هو النوعيّة، والمهم هو كيفيّة التصدّي للأعداء والنضال ضدّهم والمقاومة بوجههم، فهذا هو الموصل إلى الهدف.
لقد أفهَمنا سيّد الشهداء (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، أنّ على النساء و الرجال ألّا يخافوا في مواجهة حكومة الجور، فقد وقفت زينب (عليها السلام) في مقابل يزيد، وفي مجلسه، وصرخت بوجهه، وأهانته، وأشبعته تحقيرًا لم يتعرض له جميع بني أُميّة طُرًّا في حياتهم.
وهكذا هو الأمر اليوم في بلدنا، فسيّد الشهداء (عليه السلام) قد حدّد تكليفنا، فلا تخشَوا من قلّة العدد ولا من الاستشهاد في ميدان الحرب، فكلّما عظُم هدف الإنسان وسمَت غايته، كان عليه أن يتحمّل المشاقّ أكثر بنفس النسبة، فنحن لم ندرك بعدُ جيّدًا حجم الانتصار الذي حقّقناه، وسيدرك العالم فيما بعد عظمة النصر الذي حقّقه الشعب الإيراني.
لقد تعلّمنا من الحسين (عليه السلام) كيفيّة النضال والجهاد.
إنّكم مكّلفون بحفظ هذه النعمة الإلهية وهذه المنحة الربّانيّة، مطالبون بشكر الله عليها.
فعلينا نحن أيضًا أن نثور وأن نوطّن أنفسنا للشهادة ونحن مستعدّون لذلك.
الإمام الخميني (قدّس سرّه)
المصدر: مجلّة بقيّة الله العدد 126.
مهدي
2581قراءة
2016-01-18 20:23:55