سر الحياة
هي سر الحياة .. تغيّر وجه الحياة بأسرها .. تبعث الأمل في نفوس الآخرين .. تجعلنا نتجاوز الآلام والأحزان، هي إعلان الإخاء وعربون الصفاء، رسالة الود وخطاب المحبة، تقع على صخرة الحقد فتذيبها، وتسقط على ركام العداوة فتزيلها، وإليك دليل ما أقوله..
كانت هذه الفتاة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الست سنوات بائعة المناديل الورقية، تسير حاملة بضاعتها على ذراعها الصغيرة، فمرت على سيدة تبكي، توقفت أمامها لحظة تتأملها .. فرفعت السيدة بصرها للفتاة والدموع تغرق وجهها .. فما كان من هذه الطفلة، إلاّ أن أعطت للسيدة مناديل من بضاعتها ومعها إبتسامة من أعماق قلبها المفعم بالبراءة وانصرفت عنها، حتى قبل أن تتمكن السيدة من إعطائها ثمن علبة المناديل..
وبعد خطوات إستدارت الصغيرة ملوّحة للسيدة بيدها الصغيرة ومازالت إبتسامتها الرائعة تتجلى على محياها، عادت السيدة الباكية إلى إطراقها ثم أخرجت هاتفها الجوال وأرسلت رسالة: آسفة لقد قصرت فى حقك كثيراً .. وصلت هذه الرسالة إلى زوجها، الجالس في المطعم مهموم حزين .. فلما قرأها ابتسم، وما كان منه إلاّ أنّه أعطى النادل 50 جنيهاً، مع أنّ حساب فاتورته 5 جنيهات فقط.
عندها فرح هذا العامل البسيط بهذا الرزق الذي لم يكن ينتظره، فخرج من المطعم، وذهب إلى سيدة فقيرة تفترش ناصية الشارع تبيع حلوى فاشترى منها بجنيه، وترك لها 20 جنيه صدقة وانصرف عنها سعيداً مبتسما.ً..
تجمدت نظرات العجوز على الجنيهات، فقامت بوجه مشرق وقلب يرقص فرحاً.. ولملمت فرشتها وبضاعتها المتواضعة، و ذهبت للجزّار تشتري منه قطعاً من اللحم.. ورجعت إلى بيتها لكي تطبخ طعاماً شهياً وتنتظر عودة حفيدتها وكل ما لها من الدنيا..
جهزت الطعام و جلست تنتظر حفيدتها .. وما هى إلاّ لحظات حتى دخلت عليها فتاة صغيرة وعلى وجهها سر الحياة نفس الإبتسامة التي كانت سر السعادة بين هؤلاء جميعاً .. إنها بائعة المناديل ..
وأنتم أعزائي ما هو سر حياتكم ؟؟
أمانة برامج القادة
1246قراءة
2016-01-19 14:41:31