12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> قضيّة المرأة

كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مجموعة من النّساء..

قضيّة المرأة؛ حضورًا وهُويّةً وسلوكًا
لكنّ قضيّة المرأة في العالم اليوم، ومنها بلادنا، هي من القضايا التي لا تزال، ومن جهاتٍ متعدّدة، تستحقّ المتابعة والتأمّل والعمل والفكر.
أوّلًا؛ إنّ نصف عدد سكّان البلدان المختلفة هو من النساء؛ كيف يمكن الاستفادة بشكلٍ سليم من هذه الإمكانات والموارد العظيمة لما فيه مصلحة أيّ بلد، ومنها بلادنا؟
ثانيًا؛ إنّ مسألة الهويّة الجنسيّة هي إحدى أكثر مسائل الخلق حساسيّة ودقّة، فكيف يمكن جعلها في خدمة سموّ الإنسان وتعاليه، بدل أن تصبح في خدمة انحطاط البشر والتسافل الأخلاقيّ؟
ثالثًا؛ بسبب الفروقات الطبيعيّة بين جنس المرأة وجنس الرجل، كيف يمكن- سواء في المحيط الاجتماعي أم في داخل الأسرة- أن يؤسّس لسلوكٍ ويُصبح ملزِمًا بأن لا تتعرّض المرأة لأيّ ظلم؟ ...
لا يتخيّلنّ أحد بأنّ ظلم النساء مسألة خاصّة بالمجتمعات المتخلّفة أو المجتمعات المتوحّشة مثلًا؛ كلّا، ففي المجتمعات التي يصطلح على تسميتها بالمتحضّرة، إن لم يكن ظلم النساء فيها أكثر، فإنّه بالتأكيد ليس أقلّ من المجتمعات الأخرى. حسنٌ، إنّها مسائل هامّة؛ ينبغي متابعتها والتصدّي لها وطرحها....مسألة المرأة ومسألة الأسرة، وبالطبع، فإنّ مسألة المرأة لا يمكن فصلها ولا تفكيكها عن مسألة الأسرة. وهذا ما سنشير إليه؛ إن أراد أحد أن يبحث في قضيّة المرأة منفصلة عن قضيّة الأسرة فإنّه سيتعرّض لاختلالٍ في فهمها وكذلك في تشخيص العلاج والحلول المناسبة لها؛ يجب النظر في هاتَين المسألتين جنبًا إلى جنب...

فلنخلّ أذهاننا من شعارات الغربيّين الفارغة!

 

إذا أردنا- سواء في هذا المركز الذي ذُكِر أم في أيّ مكانٍ أم جهازٍ آخر- أن نفكّر بشكلٍ صحيح حول مسألة المرأة وأن نتحرّك ولا نقع في الأخطاء، يجب علينا أوّلًا أن نخلّي أذهاننا بشكلٍ كامل من الكلام والشعارات الفارغة التي أنتجها الغربيّون، حيث إنّ الغربيّين في قضيّة المرأة أساؤوا الفهم وأساؤوا العمل ثمّ طرحوا هذا الفهم الخاطئ والعمل الخاطئ المضلّ والمهلِك الخاصّ بهم كعملة رائجة في العالم. وكلّ من ينطق بكلمة تخالف رأيهم، صاروا يهاجمونه بواسطة أجهزتهم الإعلاميّة الواسعة الانتشار ويعرّضونه لأشنع الحملات والتهويل، لا يُفسح الغربيّون المجال لأحد كي يتكلّم ويُظهر رأيه. إن كنتنّ تردن إيجاد استراتيجيّة صحيحة حول مسألة المرأة ومتابعة هذه الاستراتيجيّة وإعداد برامجها التنفيذيّة ومستلزماتها والتقدّم بها على المدى الطويل والوصول إلى النتيجة المطلوبة، فإنّ عليكنّ أن تخلّين أذهانكنّ من الأفكار الغربيّة حول المرأة. لا أقول أن نبقى دون اطّلاع ومعرفة، كلّا؛ نحن لسنا أنصار عدم الاطّلاع، إنّني مناصر للوعي والمعرفة ولكن نرفض مرجعيّة تلك الأفكار بشكلٍ كامل. إنّ أفكار الغربيّين وآراءهم في مجال قضيّة المرأة لا يمكنها مطلَقًا أن تكون مصدرًا للسعادة ولهداية المجتمع الإنسانيّ.
- اعتقادٌ ماديّ خاطئ
أوّلًا؛ إنّ أفكارهم قائمة على نظريّة معرفة ماديّة وغير إلهيّة وهذا أمرٌ خاطئ وباطل. إنّ أيّ جهاز علميّ وفكريّ يُبنى على أساس معرفة ماديّة واعتقاد ماديّ، فإنّ نتيجته خطأ وغلط بالتأكيد. ينبغي أن يتمّ النظر إلى حقائق الخلق وفهمها ومتابعتها من خلال النظرة المعرفيّة الإلهيّة والاعتقاد بوجود الله وقدرته والحضور الإلهيّ والربوبيّة الإلهيّة. وعليه، فإنّ أساس وأصل وجذور الأفكار الغربيّة خاطئة كونها ماديّة.
- نظرة كسب وربح ماديّ
وثانيًا: إنّ في التوجّه الغربيّ إلى مسألة المرأة- كما يلاحظ الإنسان بوضوح في تاريخ الثورة الصناعيّة- تدخل نظرة التكسّب والربح الماديّ والاقتصاديّ؛ أي إنّه في أوروبا التي لم يكن للمرأة فيها حقّ التملّك وكلّ أملاكها كانت تصبح ملكًا للرجل وزوجها، ولم تكن تملك حتّى حقّ التصرّف في أملاكها الخاصّة، أو أنّه إلى الوقت الذي جرى فيه إقرار الديمقراطيّة في الغرب، لم يكن للمرأة حقّ المشاركة في الانتخابات، في هكذا عالم، فجأة يتمّ طرح مسألة الثورة الصناعيّة والمصانع والحضور المؤثّر للمرأة العاملة في المصانع للعمل بأجرٍ أقلّ ولمصلحة الرأسماليّين! حينها فقط أقرّوا حقّ التملّك للمرأة، كي يتمكّنوا من جرّها إلى المصنع، فيعطونها أجرًا وحقوقًا أقلّ، وبالطبع، فإنّ نزولها إلى ميدان العمل والشغل كان له مستلزمات وتبعات ونتائج لا تزال تظهر تباعًا. بناءً عليه، إضافةً إلى أنّ النظرة للمرأة هي نظرة غير إلهيّة ونظرة ماديّة، في الأساس، إنّ السياسات التي أوصلت أوروبا إلى الوضع الحالي وسادت في الغرب، ترافقت دومًا مع نظرة الكسب والربح الماديّ والاقتصاديّ.
- وسيلةٌ لإخماد الشهوة
هناك بُعدٌ آخر يدفعنا إلى اجتناب النظرة الغربيّة هذه، هو أنّ المرأة في النظرة الغربيّة هي وسيلة لإخماد الشهوة؛ وهو أمرٌ لا يمكن إخفاؤه وإنكاره. إذا ادّعى أحدٌ هذا فمن الممكن أن يقوم أشخاصٌ بالاعتراض والتهويل عليه بأنّه كلّا، الأمر ليس كذلك أيّها السيّد!
ولكن عندما يشاهد الإنسان حياتهم، يدرك بوضوح أنّ هذه النظرة هي الحاكمة والسائدة...

 

دليلة
1371قراءة
2016-03-10 11:53:20

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا