تفاهم ثمّ تواصل
علاقات التفاهم والتواصل بين المدرب والمتدرب

هل صادفت أناسًا شعرت بسهولة التواصل والتفاهم معهم أكثر من غيرهم؟

تعتبر القدرة على تكوين علاقات تواصل سوية مع الآخرين هي جوهر تعاملات البشر مع بعضهم البعض، ولحسن الحظ أنها مهارة طبيعة يتسم بها جميع الناس تقريبًا. ولكننا نجد أن هذه المهارة تتوفر بنسبة أكبر لدى بعض الأشخاص عن غيرهم، ولكن بما أنها مهارة فيمكننا صقلها بكثرة الممارسة.

أما بالنسبة للمدرب فالأمر مختلف، لأن قدرة المدرب على إقامة علاقة تفاهم وتواصل مع المتدرب تعتبر من الأمور الجوهرية في نجاح برنامج التدريب.

إن إقامة علاقة من التفاهم والتواصل بين المدرب والمتدرب تقوم على التوافق بينهما في مجموعة من العناصر هي:

1. المظهر: كلما اقتربت هيئتنا من الهيئة التي يوجد عليها من حولنا، شعرنا بمزيد من الراحة والتفاهم معهم.

2. لغة الجسد والإيماءات: من المؤشرات شديدة الوضوح التي تحدد علاقات التفاهم والتواصل بين الأشخاص.

3. الصوت: سرعة الصوت ونبرته وحدته وارتفاعه وانخفاضه وحنوه ورفقه.

4. اللغة: بالرغم من أن الكلمات لا تمثل أكثر من 7 % من تواصل الأشخاص مع بعضهم البعض إلا أنها أساسية في توثيق أواصر علاقة التفاهم والتواصل بين المدرب والمتدرب.

ويمكن تعزيز علاقة التفاهم والتواصل أيضا من خلال الثقة والاحترام المتبادلين، بالإضافة إلى وجود أهداف ونتائج مشتركة لبرنامج التدريب.

يجب أن يتمتع المدربون بالقدرة على تنويع مستوى علاقة التواصل والتفاهم بشكل يتناسب مع احتياجات المتدرب والمرحلة التي تمر بها عملية التدريب.

وتوجد خمس مراحل لعلاقة التواصل والتفاهم في برامج التدرب:

1. مرحلة غياب التفاهم والتواصل.

2. مرحلة التواصل الاجتماعي.

3. مرحلة التواصل القائم على الثقة في المنهج الذي يتبعه المدرب.

4. مرحلة التواصل القائم على الثقة في شخص المدرب.

5. مرحلة توطيد أواصر علاقة التواصل والتفاهم إلى أقصى درجة.

كلما توطدت علاقة التفاهم والتواصل بين المدرب والمتدرب، زادت احتمالات تحقيق النتائج الناجحة وتغيير أداء المتدرب إلى الأفضل.

بوجه عام يجب تحري النزاهة عند استخدام مهارات إقامة علاقات التفاهم والتواصل بين المدرب والمتدرب.

وتوضح الأبحاث أن جميع الأشخاص يستطيعون بوضوح وبصورة بديهية أن يميزوا بين علاقات التفاهم والتواصل الصادقة وعلاقات التواصل والتفاهم المفتعلة أو المتكلفة.

لمزيد من التعمّق في الموضوع مراجعة كتاب:
القدرات السبع للتدريب الفعّال - الفصل الثالث: علاقات التفاهم والتواصل بين المدرب والمتدرب.