المدرب يستمع لصوت المشارك
يختلف التدريب عن التعليم أنّ التعليم يعتمد في الجزء الأكبر منه على المحاضر، أما ما يحدث في التدريب فهو العكس، وليس معنى ذلك إهمال أو تقليل أهمية معارف أو خبرة المدربين والخبراء الخارجيين، ولكن يجب أن يأتي دور المدرب في ضوء الحاجة إلى حلّ المشكلة المعطاة من جانب المشاركين، ولكي يتحقّق ذلك لا بدّ أن يستمع المدرّب جيّدا لصوت المشارك.
من الأهمية التعرّف على المجموعة المستهدفة، فتجانسها أمر مرغوب فيه ولكن الاختلافات والتنافر يمكن أن تكون حافزًا ومساعدًا على حلّ المشكلات.
وحاجة المشارك إلى حلّ مشكلته لن يتم تلبيتها بواسطة المدرب والخبير الخارجي فقط، ولكن أيضا بواسطة المشاركين الآخرين الذين يكون لديهم بالفعل خبرة بالمشاكل المعينة. ويتمّ تحديد محتوى البرنامج وموضوعات المناقشة في العملية التدريبية عن طريق ظهور حاجة المشاركين في حلّ بعض المشكلات، ونظرًا لأن إظهار هذه الحاجة والتعرّف عليها بالتفصيل عملية صعبة، فإنه يجب القيام بها بالتعاون مع المشاركين وصياغتها بمعرفتهم.
ويتحمّل المدرّب في هذا المجال مسؤولية أن يخلق موقفًا جماعيا يأخذ في الاعتبار وظيفته المزدوجة، فبجانب وظيفة المدرب فإنه في نفس الوقت أحد المشاركين في المجموعة وهذا هو المدخل الصحيح للتعلّم المبني على المشاركة والتدريب المشترك. والغرض من ذلك في التدريب التفاعلي أن تنعكس المشاركة التي يمارسها الأفراد في عملهم في صورة تدريب بواسطة اتخاذ اتجاه مبني على المشاركة. وبصفة عامة فإن المشاركة النشيطة في التدريب تزيد الاتصال والدافع بين المشاركين.
مقتبس من كتاب (مهارات إعداد المدربين/ أ. د. محمد عبد الغني حسن هلال - د. سارة محمد هلال ) بتصرّف.
أمانة برامج المدربين
1435قراءة
2016-01-19 20:15:13