الثقة والأمان في التدريب
لا شكّ أن اختيار المدرب المناسب من الأهمية بمكان ، لكي يحقّق التدريب غايته المنشودة. فلا شكّ أنّنا بحاجة إلى مدرب يتمتّع بالخبرة والمهارة والكفاءة ولكن هذا لا يكفي. لأنّ التدريب لا يؤتي ثماره إلا إذا كان المدرّب شخصًا يستحقّ التقدير والاحترام ويحسن معاملة المتدربين.

الثقة والأمان هما أكثر شيء أهمية في عملية التدريب، ولهذا يجب أن يكون المدرب شخصًا يطمئن إليه المتدربون ويثقون به، يصون أسرار المؤسسة ويُعتمد عليه للمحافظة على خصوصيات العمل والعاملين.

لا بد وأن يكون المدرب موضع ثقة، يجعل المتدربين يشعرون بمتعة العمل معه، وأنّه حريصٌ على دعمهم، يساعدهم على أن يتقدموا من خلال ما يحدثه من تغيير في شخصياتهم بطريقة أمينة وتحظى بقبولهم واحترامهم وتحافظ على خصوصياتهم.

أمورٌ يجدر النظر فيها عند اختيار مدرب يوحي بالثقة والأمان:

1- الحضور التنفيذي:
يجب أن يؤثر المدرب في المتدربين في الحال، فيكتشفون أنّه مهذّب، كيّس، محترف، واضح وصريح كما يجب أن يعزّز ثقة المتدربين في أنفسهم من خلال ثقته في نفسه، وما يتمتّع به من راحة نفسيّة.

2- القوّة في التواصل:
لا بدّ وأن يكون المدرب مستمعًا جيّدًا، قادرًا على فهم ما يقوله المتدربون، قارئًا لأفكارهم ومشاعرهم. كما يجب أن يكون قادرًا على مجابهة التحديات والتعامل مع الاختلاف في وجهات النظر بعدالة وعدم التحيّز.

3- النضج:
بصرف النظر عن عمره، يجب أن يكون المدرب شخصًا يتمتّع بوعي الذات والثبات على المبدأ، لكي يكون نموذجًا جيّدًا يُحتذى به.
تشمل علامات نضوج المشاعر والأحاسيس: الرغبة في طلب العلم، والقدرة على احتمال ضغط الحياة، وتوتّر العمل، والسيطرة على النفس ولجمها من الإندفاع وراء النزوات، والراحة في قبول التغذية الراجعة.

4- التمتّع بأخلاق فاضلة:
إذا كان المدرب يُفشي أسرار الأشخاص الذين درّبهم من قبل، أو يتهكّم عليهم فهذا يُسْقطه ويجعله غير جدير بالثقة لدى المتدربين الحاليين ويجعل بيئة التدريب قلقة وتجعل المتدربين يحجبون عنه مشاكلهم ويكتمون جوانب القصور والعيوب وهذا ما لا يقع في مصلحة العملية التدريبية.

5- التركيز الإيجابي:
يجب على المدرب أن يركز على تعزيز ما يمكن تعزيزه من جوانب إيجابية أكثر مما يبنى على أساس معالجة المثالب. فهذا يجعل المتدرب مستعد أكثر لتلقي التدريب وللتقدّم خاصة مع وجود علامات تبين التقدّم الذي يحصل في التدريب.