12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

أنشطة الجوالة والدليلات >> الإمام المهدي (عج)


الإمام المهدي (عج)

 

مقدّمة:

ولد الإمام محمد بن الحسن مهدي هذه الأمة وأملها المرتجى الذي يحيي الله به الحق والعدل ، ويعيد إلى الأمة حريتها وكرامتها ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً ، في النصف من شعبان سنة 255 هجرية، وقد توفي والده وله من العمر خمس سنوات كما جاء في أكثر الروايات، فآتاه الله الحكمة وجعله آية للعالمين، وإماماً للمسلمين كما جعل عيسى بن مريم وهو في المهد نبياً.


ولادة الإمام المهدي (عج) :

ينقل التّاريخ أن والده (ع) أخفى أمره عند ولادته إلاّ على جماعة قليلة من الموالين المخلصين، ومن معجزات ولادته أنه لم يظهر على والدته السيدة الجليلة (نرجس) أي أثر للحمل وذلك لأن حكام بني العباس كانوا قد اعتقلوا زوجات الإمام العسكري (ع) في أشهر الحمل "كما في بعض الروايات" ، كما فعل فرعون عندما كان يريد قتل النبي موسى (ع) ، ومما يدلّ على ذلك رواية السيدة حكيمة عمّة الإمام العسكري (ع) التي تذكر بأنها قد زارت الإمام العسكري (ع) في يوم من الأيام قبيل ولادة الإمام الحجة (عج)، ولمّا أرادت أن ترجع إلى منزلها رغب إليها الإمام العسكري (ع) بأن تبقى في بيته تلك الليلة وأخبرها بان زوجته نرجس ستلد له المولود المبارك ، ولم يكن قد ظهر عليها آثار الحمل .. وقبيل الفجر من ليلة النصف من شعبان أنتبهت نرجس من نومها وعليها آثار الإعياء وتمت الولادة على يد السيدة حكيمة .

وتذكر الروايات مدى المساعي الحثيثة التي قام العباسيون بها لأجل العثور على ولد الإمام الحادي عشر، والتي باءت كلها بالفشل نظراّ للتخطيط الدقيق من الإمام العسكري (ع)، الذي حجب أمر ولادته عن الناس لأن الحكام العباسيين كانوا يترقبون ولادته لاعتقاله أو قتله، ولهذا ينقل بأن الخادم في بيت الإمام العسكري (ع) لم ينتبه إلى أمر ولادة الإمام المهدي (عج) ، وهذه المساعي التي قام بها العباسيون للعثور على المولود الذي سيولد في بيت الإمام العسكري (ع) تكشف لنا بوضوح مدى شياع أحاديث النبي (ص) والأئمة (ع) عن الإمام المهدي (عج) في أذهان المسلمين والحكام العباسيين.

صلاة الإمام المهدي (عج) على والده:

كان للإمام الهادي (ع) ولد اسمه "جعفر"إلّا أنّ الإمام أكد للمسلمين أن الإمام الشرعي من بعده هو ولده الحسن (ع) وليس جعفر ومما قاله فيه الإمام الهادي (ع) : " تجنّبوا ولدي جعفر فإنَّه منّي بمنزلة ابن نوح الذي قال فيه (يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عمل غير صالح)".

لكنّ السلطة العباسية عملت على مساندته وإحلاله محل أخيه الحسن العسكري (ع) بعد وفاته فقدمته للصلاة على جنازته، ولكن المفاجأة كانت عندما تقدم صبيّ في السادسة من عمره يخرج من الدار ويأخذ برداء عمه جعفر إلى الوراء وهو يقول: " تأخر فأنا أحقّ منك بالصلاة على أبي، فيتأخر جعفر من دون أن تبدر منه أية معارضة " .

وبذلك يكشف الإمام المهدي (عج) وهو في السادسة من عمره عن حقيقته وإمامته وظل الأمل يراود جعفر بالإمامة ولكن جهوده وجهود الحاكمين كلها باءت بالفشل لأن الناس أصبحت تعرف كيف تميّز الإمام الحقيقي من غيره خصوصاً بعد مجيء بعض الوفود إلى جعفر التي كانت تبادره ببعض الأسئلة ولم يعرف لها جواباً وقد اعتادوا أن يجيبهم الأئمة عن كل أسئلتهم .

وبذلك أحبطت كل المخططات التي حاولت النيل من إمامة الإمام الحجة(عج) ليبقى هو العلم والرائد والمنقذ دون غيره.

 


أكد أئمة أهل البيت (ع) في الروايات الصادرة عنهم بشأن المهدي (عج) على قضية غيبته وأصبح ذلك من مسلمات الفكر الشيعي، لدرجة أن كثيراً من الأشخاص كانوا يتوهمون بعد وفاة أو استشهاد أي إمام أن الإمام الذي بعده هو المهدي المنتظر. وهذا بالفعل ما مهّد له الأئمة (ع) وخصوصاً في عهد الإمامين العاشر والحادي عشر نظراً للسلوك الخاص الذي اتبعوه في الاعتزال عن شيعتهم والاتصال بهم عن طريق الوكلاء .

وبعد هذا الإيمان بفكرة الغيبة نذكر أنه قد كانت للإمام المهدي غيبتان :

1ـ الغيبة الصغرى : وامتدّت من ولادته سنة (255هـ) أو من وفاة أبيه سنة (260هـ) حتى سنة (328هـ أو 329هـ) ، خلال حكم المعتمد والمعتضد والمكتفي بالله .. والقاهر بالله .
وكان خلالها يتصل بأتباعه من خلال سفرائه الأربعة بعد وفاة أبيه وهم :

· عثمان بن سعيد العمري الأسدي .
· محمد بن عثمان بن سعيد العمري .
· الحسين بن روح النوبختي .
· علي بن محمد السّمري .

2ـ الغيبة الكبرى : وبدأت بموت السفير الرابع علي بن محمد السّمري سنة (238هـ أو 239هـ) ، والتي إنقطع اتصاله فيها بأتباعه وقواعده ووكلائه حتى يأتي وقت الظهور والنهوض بالمهمّة الكبرى .

أهداف وجود السفراء :

تحدّثت الروايات عن غيبة الإمام المهدي (عج) وأسبابها ، وروي عن الإمام الصادق (ع) : " بأن الله سبحانه قد أخفى ولادته وغيبته عن الناس لئلا يكون في عنقه بيعة إلى أحد " ، وفي حديث آخر عنه (ع) في جواب له عن الحكمة في غيبة الإمام المهدي (عج) قال : " إن هذا الأمر لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر إلاّ بعد أن افترق عن موسى .. فهذا أمر من أمر الله وسر من أسراره .. ومتى علمنا أنه حكيم صدّقنا بأن أفعاله كلها لحكمة تقتضيها وإن كان وجهها غير منكشف لنا " .
ولكن يمكن لعقولنا أن تحلل الأهداف التي ترمي إليها السفارة بسببين هما :


أولاً : تهيئة أذهان الأمة وتوعيتها لمفهوم الغيبة الكبرى وتعويد الناس تدريجياً على الاحتجاب ، وعدم مفاجأتهم بالغيبة دون سابق مقدمات ، وحتى لا يؤدي الاحتجاب المفاجئ إلى الإنكار المطلق لوجود المهدي (عج) .وهذا ما خطط له الإمام الهادي (ع) والعسكري (ع) كما ذكرنا سابقاً .

ثانياً : قيام السفراء برعاية شؤون القواعد الشعبية الموالية للإمام الحجة (عج) والتوسط بينها وبين الإمام (عج) .
وقد قام السفراء بمسؤولياتهم في هذا الجانب خير قيام حيث اضطلعوا بحفظ مصالح القواعد الشعبية ، وذلك إلى حين انتهاء فترة الغيبة الصغرى التي دامت حوالي تسع وستين عام ، ثم اضطلع بهذا الدور الوكلاء العامون للإمام المهدي (عج) وهم الفقهاء الصائنون لأنفسهم الحافظون لدينهم .. كما جاء في روايات أهل البيت(ع) .

 

 

برامج
3012قراءة
2015-11-15 17:30:27

تعليقات الزوار


Fatima Nasreddine