حوار حول الشباب
الأول :
أتعلم أن أحلى فرص الحياة وأجمل مناطق العمر و أمتع أوقات الإنسان هي مرحلة الشباب و على هذه المرحلة بالذات يتوقف مستقبل حياة الإنسان و يتحدد اتجاه , لا بل حياة الأمة و مصير المجتمع . فالشباب هم صُناع مستقبل الأمة و راسمو طريقها ، فأي تغيير أو نهضة لا يأتي إلا من جيل الشباب .
الثاني :
فعلاً و هذا ما يفسر إهتمام الإستكبار بتمييع الشباب و توجيه اهتمامه و طاقاته نحو اللهو و العبث حتى لا تتاح له فرصة الإهتمام و التفكير في مستقبله و مصير وطنه و واقع أمته .
الأول :
و لكن الشاب الرسالي هو من يتخطى هذه الإغراءات و يتنبه لخطة الإستعمار الماكرة . و يتجه بربيع عمره و طاقاته إتجاهًا جديًا فيهتم بدراسة واقعه و يتعرف على أوضاع مجتمعه و يشارك في تقدم وطنه و نشر إسلامه حتى لو كلفه ذلك معانقة الموت .
الثاني :
و ما أحلى أن يضحي الشاب و يموت دفاعٍا عن مبادئ دينه و كرامة أمته . إنها الحياة الخالدة . أكثر أبطال ثورة الإمام الحسين كانوا يعيشون مرحلة الشباب .
الأول :
و هذا أحدهم علي الأكبر (ع) يقول لأبيه الحسين (ع) عندما سمعه يسترجع و يقول القوم يسيرون و المنايا تسير بهم :
أولسنا على الحق فيجيبه الحسين بلى فيقول الأكبر : إذاً لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا .
الثاني :
لذلك فإن ولي أمر المسلمين الذي يحمل هموم الشباب المسلم الرسالي نراه يولي هذه المرحلة إهتمامًا بالغًا و له
لهذه المرحلة توجيهات عديدة .
الأول :
نعم و لكن القائد الخامنئي له تعريفه الخاص بمرحلة الشباب حيث يقول :
إن مرحلة الشباب ليست مرحلة ثابتة زمانيًا فقد نجد إنسانًا كبيرًا نوعًا ما في السن لكن يقال إن فيه روح الشباب و عطاء الشباب و إن مرحلة الشباب هي مرحلة الإقتدار حيث التفاعل مع الآخرين و العطاء .
الثاني :
فعلاً وخير دليل الإمام أ الخميني العظيم قد س سره رجل تسعيني غيّر مجرى العالم .
الأول :
والسيد القائد حينما يتحد ث عن مرحلة الشباب يعرفنا أن خصوصيات هذه المرحلة كثيرة و أبرزها ثلاث:
1- الطاقة : هي التي يعتمد الإنسان عليها في التقدم و الإنتاج في التغيير وفي الاختيار الذي يعني تحديد المسار ، والمسار الذي يريد أن يصل بالإنسان إلى هدفه الأقصى وهذا الهدف متوقف على الطاقة التي يمتلكها الإنسان و هي التي تعطي للإنسان القدرة على أن يكون منتميًا لهدفه .
2- الأمل : إن الإنسان من دون أمل لا مجال له للتقدم . فمرحلة الشباب هي مرحلة مليئة بالآمال و لولا هذا الأمل لما أمكن لهذه الطاقة أن تتحرك بإتجاه هدفٍ ما .
3- الإبداع : إذا كانت مرحلة الشباب هي مرحلة الذروة في القدرة يجب أن يبدع الإنسان فيها .
الثاني :
صحيح و لذلك فإن سماحة القائد في كثير من عباراته يُحذر من هدر الطاقات الموجودة عند جيل الشباب فلا يكفي أن نمتلك طاقة بل يجب أن يكون هناك عمل دؤوب و مبرمج لجعل هذه الطاقة تخدم الهدف المنشود . كما يجب أن نوجه طاقاتنا من خلال مقارنة و ملاءمة التقوى . و عند سؤاله أين تصرف طاقة الشباب ، يقول سماحة القائد إذا سألتموني كيف تصرف طاقة الشباب بكلمة أقول :
- التعليم - التهذيب - القوة البدنية
1- العلم : لا معنى لشاب يمتلك طاقة كبيرة و يريد أن يتجه لهدفٍ معين و هو إلى الآن لم يعرف الهدف لوجوده في هذه الحياة الدنيا و لا الغاية من وجوده و لا حتى وظيفته الأصلية في هذه الحياة . الإمام الخميني قدس سره يركز على إستغلال الشباب و الإستفادة من هذه المرحلة فيقول :
" أنتم أيها الطلاب إذا لم تعرفوا كيف تستفيدون من شبابكم في العلم
فلن تتمكنوا من أن تصبحوا علماء بعد أن تصابوا بالشيخوخة والوهن "
2- التهذيب : إن لم يتمكن الإنسان في مرحلة شبابه من أن يسيطر على هذه النفس الأمارة بالسوء و أن ينهاها عما نهى الله و يأخذها و يجرها إلى الله فإنه في مرحلة الشيخوخة يكون قد تعب و إستسلم .
صحيح أن الله يظل فاتحًا بابه لعباده حتى لحظة الموت لكن أثر العادة في مرحلة الشيخوخة والإستغفار ليس كأثره في مرحلة الشباب .
لأن مرحلة الشباب هي مرحلة الإنتصار الحقيقي على النفس .
3- القوة البدنية : الهدف من تقوية البدن ليستفاد منه في خدمة المشروع الذي يتبناه . و الجسم السليم يؤثّر على مستوى صفاء النفس . و شباب المقاومة لو لم يملكوا القدرة البدنية التي تجعلهم في موقع الذييتحمّل مسؤولية مواجهة القوة العسكرية ما كان بإمكانهم أن يقوموا بما قاموا به . وختاما ...
الأول : وختاما هيا السلام عليكم .
برامج
1884قراءة
2015-11-15 17:50:09
doha tarhini |