12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

أنشطة الجوالة والدليلات >> مِن كرامات الصِّدِّيقة الطَّاهرة فاطمة (عليها السلام)

مِن كرامات الصِّدِّيقة الطَّاهرة فاطمة (عليها السلام)

ونحن على أعتاب مناسبتين جليلتين، مناسبة استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) (في الثالث من شهر جمادى الثانية) وذكرى ولادتها المباركة (في العشرين من شهر جمادى الثانية)، كان لا بدّ لنا أن نقف عند هاتين المناسبتين، ونعرّف الجوالة والدليلات على بعضٍ من كراماتها (عليها السلام) التي شرّفت بها مُحبِّيها ومحبي آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله)، آملين الإستفادة منها في الإحياءات المباركة لهاتين المناسبتين.


لا تقلق إننا سنشفيها!


"قال أحد فضلاء الحوزة العلمية، وخادم أهل البيت (عليهم السلام):
ظهرت على عنق زوجتي عدّة غدد، وذلك في عام (1422ق) ولم يجد الأطباء لها علاجًا مهما أكثرت من مراجعتهم. وبعد إجراء المعاينات والتحاليل الطبية، أكدوا أنها نتيجة سرطان الغدد اللنفاوية، وأكد الطبيب المتخصص ضرورة إجراء تحاليل أخرى.

وكانت تلك الأيام تصادف ذكرى استشهاد الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فبدأ جميع الأقارب يتوسلون بأذيالها ويتعاهدون بالنذور.

حتّى وافق أن ذهب ولدي الكبير الشيخ محمد لزيارة مرقد إبراهيم بن موسى بن جعفر (عليه السلام) الواقع في منطقة أصفهان، إذ شرع هناك بالتضرع إلى الله تعالى والاستشفاء بالمعصومين (عليهم السلام)، وحينما بلغ اسم الإمام السابع، الكاظم (عليه السلام) غلبه النوم، ورأى في عالم الرؤيا أن مائدة كبيرة ممدودة في بيتنا، وكانت فيها الفواكه والأشربة، بينما كان الرسول المصطفى (صلى الله عليه آله) والإمام علي (عليه السلام) والصديقة الزهراء (عليها السلام) والإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) والإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) والعديد من الصحابة الكرام (رضوان الله عليهم) جالسين حول المائدة، فيما كان أحد الأصحاب يقدم لهم (عليهم السلام) الشراب.

وحينما ناول الشراب للصديقة الزهراء (عليها السلام)، شربت منه وناولت المتبقي لصاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) وأشارت إلى زوجتي وقالت له: أعطه لخادمتنا وأوصها بأن لا تغفل عن صلاة الإمام المهدي (عج الله فرجه الشريف)... ثمّ قالت لصاحب الرؤيا: لا تقلق، فإننا سنشفيها.

وبعد هذه الرؤيا المبشِّرة أدى جميع الأقارب صلاة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وصلاة السيدة الزهراء (عليها السلام).
وبمضيّ أيام قلائل أُجريت لزوجتي التحاليلل الطبيّة، وأخذتها إلى طبيب متخصص وقد وافق أخذي لها ذكرى ولادة السيدة الزهراء (عليها السلام)، وبعد إطلاعه على نتيجة التحاليل، لم يملك إلا أن يتعجّب ويسرّ ويقول مؤكّدًا: إن زوجتك تتماثل إلى الشفاء.. وقد حدثت معجزة.

جدير ذكره، أنّ جميع هذه الأحداث وقعت في الفترة بين ذكرى شهادة الصديقة الزهراء وولادتها (عليها السلام). وقد حظِي الأقارب بهذه الهدية الكبيرة، وسروا بشفائها.. والآن حيث انقضت سنة وعدة شهور على هذه القضية، لم يتبقَ أثر لمرضها، وهي في صحة وسلامة كاملة في الوقت الحاضر"1.

 

لم تغفل الزّهراء (عليها السلام) عن الموالين لها.


"يعتبر المرحوم آية الله السيد أحمد فقيه إمامي (قدّس سرّه) هو صاحب اليد الطولى في إحياء ذكرى شهادة الزّهراء (عليها السلام)، ومن المدافعين المُستميتين عن حقّها، وهو أول من نصب اليافطة الكبيرة التي حملت عبارة مكتبة الزهراء العامة في أعلى مكان من المسجد الواقع في شارع عبد الرزاق في مدينة أصفهان في عام (1400ق)، وقد سعى جهده مستفيدًا من كافة الإمكانات الروحية والمالية والمعنويّة والفكرية، حاملًا معه التواضع وحسن الخلق والتدبير في سبيل إحراز النجاح للحركة الفاطمية المباركة، كما ساهم تشجيعه المؤثر والنافذ في مواصلة مسيرة حلقات العزاء في السنين اللاحقة، كما كان له دورٌ فعّال وأساسي في هذا المجال، وأصبح اسمه قرينًا بالحركة والنهضة الفاطميّة.

وفي عام (1414ق) وفي آخر يوم من الشعرة الفاطميّة الثانية - العاشر من جمادى الثانية - توفاه الله تعالى في مكتبة الزهراء العامة، يقول الموحد الأبطحي: وحينما فُحصت طاولته التي كان يجلس خلفها، لوحِظ أنه كان آخر ما كتبه نصّ بيان خاص بالاحتفال بميلاد الصديقة الزهراء (عليها السلام)، حيث جاء في مطلع البيان: إنما سُمِّيَت فاطمة، لأن الخلق فطموا عن معرفتها.
وبعد وفاته، رأى أحد أقارب هذا الرجل الجليل في عالم الرؤيا أنه يقول له: حينما قبضت روحي جاءني جميع المعصومين (عليهم السلام)، وقد أهدتني جدّتي الصديقة الزهراء (عليها السلام) وردة، فشممتها، وشعرت باللذة الفائقة، حتّى لو عُرِض علي الرجوع إلى الدنيا لما وافقت.

وهكذا يتّضح أن مولاتنا الزهراء (عليها السلام) لم تغفل عن الإعراب عن تقديرها وشكرها ومحبتها للمدافعين عن حقّها والموالين لها"2.


سوف تراه ساعة التوسّل بالصدّيقة الزهراء (عليها السلام).


نقل أحد المتمسكين بالصديقة الزهراء (عليها السلام) قائلًا: قال أحد الروحانيين المنبريين: ذات يوم رحت أقول في نفسي: لقد مرّت ثلاثون سنة وأنا أعتبر نفسي من جنود إمام الزمان (عجل الله فرجه)، وأرتقي المنبر، ولكنني لم أتشرف برؤيته (عليه السلام) فارتأيت أن أتوسّل، وأقرأ ختمًا لأحقق أمنيتي... فقررت أن أذهب إلى مسجد جمكران وأكثر التوسل والقراءة في حالة القنوت ودموعي تجري من عيني:
اللهم ازقني زيارة الحجة ابن الحسن (عج الله فرجه الشريف).

فمضى أربعون أسبوعًا، ولم يحدث شيء، ولكنني واصلت التوسّل والاستغاثة، كما كنت أصلي صلاة إمام الزمان (عجل الله فرجه الشريف) في ظلمة الليل في بيتنا وأدعو مرارًا وتكرارًا.

وفي إحدى الليالي رأيت في المنام أنني في محضر سيّد عظيم، وكان يقول: ما تقول؟ فقلت: إن حب لقاء مولاي يزداد اشتعالًا في وجودي يومًا بعد يوم فما أعمل؟ قال:
ستنال حاجتك في مجلس أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
فقلت: في أي مجالس؟ قال: لا فرق في ذلك. قلت: متى؟ قال: حين يحصل التوسّل بالصديقة الزهراء (عليها السلام).

وفي اليوم التالي أقام أحد الأصدقاء مجلسًا، ودعاني لقراءة العزاء لمدة خمسة أيام، فرحّبت بذلك، وكنت أحضر المجلس في كلّ يوم حتى جاء اليوم الخامس حيث كان اليوم الأخير للمجلس، وطبقًا للمعتاد - حيث أقرأ مصيبة السيدة الزهراء (عليها السلام) في اليوم الأخير وأتوسّل لها- بدأت بقراءة ما يمكنني أن أتوسّل بمولاتنا الزهراء (عليها السلام) وأقرأ مصابها.

فرأيت بادئ بدء رجلين من الأصدقاء يجلسان منفصلين عن بعضهما في دكة المجلس، ولكنني حين بدأت بقراءة المصيبة رأيت رجلًا جليلًا ونوارانيًا كان يضع على كتفه شالًا أخضر، قد جلس بين الرَّجُلَين، وكانت الدموع تهطل من عينيه ويضرب على رجله ووجهه، بحيث لفت انتباهي بشدّة، وقلت في نفسي: من هذا الرجل بهذه الصفات، وقررت أن أذهب إليه بعد نزولي من المنبر وأطلب منه الدعاء ولكنني حينما أتممت الحديث لم أره، فقصدت الرجلين المذكورين وسألتهما عن الرجل وأين ذهب.

فأجابوني بأنهما لم يريا أحدًا.. فعلمت أنه هو إمام الزمان (عجل الله فرجه الشريف) وقد رأيته طبقًا للبشارة المشار إليها أثناء التوسل وقراءة مصيبة الزهراء (عليها السلام)3.

___________________________________
1 من كتاب 250 كرامة للسيدة زينب (عليها السلام) وسيدات بيت النبوة (عليهن السلام)، ص 135.
2 من كتاب 250 كرامة للسيدة زينب (عليها السلام) وسيدات بيت النبوة (عليهن السلام)، ص123.
3 من كتاب 250 كرامة للسيدة زينب (عليها السلام) وسيدات بيت النبوة (عليهن السلام)، ص132.

برامج
6190قراءة
2015-11-15 18:11:40

تعليقات الزوار


زينب ق