هل أنت من الزاهدين؟
كثيرًا ما يكرّر بعض الأشخاص أنه لا يحب الدنيا وهو زاهد فيها، فلننظر كيف كان زهد الرسول (ص) لنعرف هل نحن من الزاهدين؟
إذا أردنا أن نكوِّن فكرة واضحة عن زهد رسول الله (ص) علينا أن نعرف طعامه، ولباسه ومسكنه ومدخراته.
• أما طعامه : فقد كان خبز رسول الله (ص) خبز الشعير في أكثر أحيانه، وما أكل خبز طحين منخول حتى قبض بل ما شبع من خبز الشعير قط.
فعن العيص بن قاسم قال: "قلت للصادق جعفر بن محمد (ع): حديث يروى عن أبيك (ع) أنه قال: "ما شبع رسول الله (ص) من خبز بر قط"، أهو صحيح؟ فقال: لا، ما أكل رسول الله (ص) من خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير قط".
وعنه (ع)، عن علي بن أبي طالب (ع) قال: " دخلت السوق فابتعت لحماً بدرهم وذرة بدرهم وأتيت فاطمة (ع) حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت: لو دعوت أبي! فأتيته وهو مضطجع وهو يقول: أعوذ بالله من الجوع ضجيعاً، ثم جاء معه وتغدى عنده".
وعن الامام الصادق (ع) قال: " ذُكر اللحم عند رسول الله(ص) فقال: ما ذقته منذ كذا".
ولشدة زهد النبي (ص) بالدنيا تروي عائشة فتقول: "ما زالت الدنيا علينا عسرة كدرة حتى قُبض رسول الله(ص) فلما قُبض صبت الدنيا علينا صباً".
وقالت: "والذي بعث محمداً (ص) بالحق ما كان لنا منخل ولا أكل النبي (ص) خبزاً منخولاً منذ بعثه الله إلى أن قُبض".
• وأما لباسه: فيكفينا أن نعلم أنه (ص) كما تقول عائشة: "ما اتخذ من شيء زوجين، لا قميصين ولا رداءين ولا ازارين، ولا من النعال، وكثيراً ما كان يلبس المرقّع من الثياب".
يقول أبو بردة: "دخلت على عائشة فأخرجت إلينا إزاراً غليظاً مما يصنع باليمن وكساءً من هذه الملبدة، فأقسمت أن رسول الله (ص) قبض فيها".
• وأما مسكنه: فقد كان غرفة واحدة لكل زوجة من زوجاته، فيها ينام وفيها يجلس وفيها يأكل، وكان أثاثها بسيطاً زهيد الثمن، وكان فراش رسول الله (ص) ومخدته من جلد محشو بالليف.
يروي أمير المؤمنين (ع) فيقول: "كان فراش رسول الله (ص) عباءة وكانت مرفقته أدم حشوها ليف.. وكان كثيراً ما يتوسد وسادة له من أدم حشوها ليف، ويجلس عليها، وكانت له قطيفة فدكية يلبسها يتخشع بها، وكانت له قطيفة مصرية قصيرة الخمل، وكان له بساط من شعر يجلس عليه".
وروي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: "إن رجلاً من الأنصار أهدى الى رسول الله (ص) صاعاً من رطب، فقال رسول الله (ص) للخادمة التي جاءت به: أُدخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقاً فتأتيني به؟ فدخلت ثم خرجت إليه فقالت: ما أصبت قصعة ولا طبقاً، فكنس رسول الله (ص) بثوبه مكاناً من الأرض ثم قال لها: ضعيه ها هنا على الحضيض! ثم قال: والذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله مثقال جناح بعوضة ما أعطى كافراً ولا منافقاً منها شيئاً".
• وأما مدخراته: فإن رسول الله (ص) لم يكن يدخر شيئاً من المال ولا من الأشياء.
قال أنس بن مالك: كان رسول الله لا يدخر شيئاً لغد.
ويكفي أن نعلم إنه (ص) لما توفي ما ترك إلاّ سلاحه وبغلته ودرعاً مرهونة.
فعن ابن عباس قال: "إن رسول الله (ص) توفي ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعاً من شعير أخذها رزقاً لعياله".
وعن الامام علي (ع) : "نزل جبرائيل (ع) على رسول الله (ص) فقال: إن الله جل جلاله يقرؤك السلام ويقول لك هذه بطحاء مكة إن شئت أن تكون لك ذهباً، فنظر النبي (ص) إلى السماء ثلاثاً ثم قال: لا يا رب ولكن أشبع يوماً فأحمدك وأجوع يوماً فأسألك".
مهدي
1377قراءة
2016-01-01 23:39:01
doha tarhini |