صلاة سيّد الشهداء(عليه السلام) وكربلاء

الحسين (ع) لم ينهض في كربلاء من أجل سلطةٍ ودنيا، بل من اجل إحياء دين الله .. والصلاة عمود الدين الله .. فالحسين نهض من أجل الصلاة ومن أجل تطبيق الشريعة كلها ، وفي ظهر عاشوراء وعندما كانت آلاف السّيوف والرّماح والنبال تحوط بالحسين (ع) وأصحابه، تريد إراقة دمائهم ، لم يمنعهم هذا من الاهتمام بالصلاة ..
ألتفت ابوثمامة الصادئي إلى الشمس قد زالت ، أي دخل وقت صلاة الظهر، فأشار إلى إمامه الحسين (ع) بأن الصلاة قد دنا وقتها .
رفع الحسين (ع) رأسه إلى السماء وقال :
(( ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم هذا أول وقتها، سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصي ))وقام الحسين (ع) إلى الصلاة ، وصلى بمن بقي من أصحابه تحت وابل السهام والنبال.. ووقف عددٌ من أصحابه الكرام يدافعون عنه ويتلقون السهام بصدورهم منهم زهير بن القين وسعد بن عبد الله الحنفي الذي استشهده في هذه اللحظات مدافعاً عن الإمام والصلاة ..
جاء في بعض الروايات التاريخية إن مئات السهام أطلقها جنود الطاغية يزيد باتجاه صلاة الجماعة بأمامه الحسين(ع) ،ربما هذه الصلاة الوحيدة في التاريخ التي يصليها إمامُ مع أصحابه بينما تمطر عليهم السهام والنبال..
هذا هو الدين .. وهذا هو إمام المتدينين.
أيها الأخوه والأخوات ..
عندما نزور الإمام الحسين (ع) ونلطم عليه في عاشوراء وفي ذكرى أربعين شهادته نسمي أنفسنا (أنصار الحسين) ولكن لنعلم إن أنصار الحسين هم الذين يلتزمون بإحكام الشريعة ويعملون بها ،وأقامه الصلاة هي من أهم الواجبات المسلم ..
ومن لايصلي ،لايكون من أنصار الحسين ..
ومن يــصلي ، ولكن لايتقن صلاة ولا يعرف أحكامها ، هو الأخر لايستطيع إن
يدعي انه من أنصار الحسين ..
أيها المعزين الكرام..
عيلنا جميعنا إن نهتم بالصلاة .. حتى نكون مسلمين حقاً.. موالين لرسول الله (ص) وأهل بيته الطاهرين..
ومن دون الصلاة لا تقبل أعمالنا الأخرى..
من دون الصلاة.. لا قيمه للزيارة , والعزاء، والموكب.. من دون الصلاة.. لاتكتب أسمائنا مع المؤمنين..
من دون الصلاة.. لا نكون من أنصار الحسين والأئمة الأطهار .
ومن دون الصلاة لانستطيع إن نطمع بالجنة ..
فتارك الصلاة لايحشر مع النبي وأهل بيته.. بل يحشر مع يزيد وأتباعه..
وعلى من يدعي انه من أنصار الحسين (ع) إن يكون مصلياً، محافظاً على صلاته ، مؤديها بشكل الصحيح ..