القافلة التي تريد الحج
قافلة من المسلمين كانت تقصد مكة المكرمة، وما أن وصلت إلى المدينة حتى ألقت عصا الترحال وألقت بثوب التعب عنها، ثم واصلت السير بعد أيام شطر مكة المكرمة.
وفي الطريق بين مكة والمدينة وفي أحد المنازل صادف رجال القافلة شخصاً كان يعرفهم وفي أثناء الكلام معه جلب انتباهه شخص كان مشغولاً بخدمة القافلة وادارة شؤونها. وكانت آثار الصلاح والصالحين بادية عليه.
فعرفه للوهلة الأولى وسأل الرجال بتعجب؟ أتعرفون من هذا الرجل المشغول بخدمتكم وانجاز أعمالكم ؟
قالوا: لا، لا نعرفه إنه التحق بقافلتنا في المدينة، رجل زاهد، صالح، ذو ورع وتقوى، يرغب في إنجاز أعمال الآخرين ومساعدتهم دون أن نطلب منه مساعدة أو انجاز عمل.
قال: نعم، إنه لا تعرفونه، فلو عرفتموه لم تكلوا إليه أعمالكم.
فقالوا مستغربين: من هو؟
قال: إنه علي بن الحسين - زين العابدين عليه السلام.
فنهض رجال القافلة، وتقدموا صوب الإمام عليه السلام معتذرين نادمين.
فقال عليه السلام : إنما رغبت بكم رفقاء للسفر لأنكم لا تعرفونني، ولأنني عندما أسافر مع الذين يعرفونني لا يدعونني أعمل شيئاً، ولهذا فإنني أرغب أن أسافر مع الذين لا يعرفونني كي احظى بخدمتهم.
..........................................
المصدر:قصص الأبرار-الشهيد مرتضى مطهري .
تدريب
2631قراءة
2015-12-20 18:30:30