كربلاء فوق المقارنة

يقول سماحة الإمام القائد(دام): "إنّ التضحية لهدف إلهي بذلك الحجم وبذلك المقياس العظيم؛ التضحية بالروح وبأرواح الأعزاء بسبي حريم أهل البيت (ع) بتلك الطريقة وبتلك الفظاعة؛ وتحمّل تلك الواقعة القاسية، من أجل بقاء الإسلام ومن أجل أن تبقى مقارعة الظلم كأصل في تاريخ الإسلام والبشرية, لهو أمر منقطع النظير.
لقد استشهد الكثيرون في سبيل الله، في ركب النبي (ص)، في ركب أمير المؤمنين (ع)، في ركب أنبياء الله. لكن أيًّا منهم لا يقارن بواقفة كربلاء. هناك فرق بين من يدخل ميدان الحرب وسط التهاليل واستحسان الموالين على أمل الفتح والنصر، ثم يستشهد ويقتل، وبالطبع له أجر كبير؛ وبين تلك الجماعة في هذا العالم المظلم الظالم، التي دخلت الساح في حين أنّ زعماء ووجهاء عالم الإسلام الكبار أنذاك، قد امتنعوا عن مساندتهم، بل ولامتهم على تلك الخطوة. لم يكن هناك أمل في دعم أي شخص من أيّ جهة كان، كانوا وحدة في وحدة لا أحد معهم غير قلة من الأصحاب المخلصين والعائلة؛ الزوجة، الأخت، أبناء الأخت وأبناء الأخ، الشبان والرضيع ذو الستة أشهر، إنّها واقعة عجيبة ومشهد عظيم في التاريخ قد تراءى أمام أنظار البشرية. كان الإمام الحسين (ع) يعدّ نفسه لهكذا يوم. واقعة كربلاء بقدر ما هي عطيمة ومشعة، تبقى كالشمس التي يطغى نورها على كل الأنوار."