خطوات على طريق الخشبة -الصوت البشري -
خطوات على طريق الخشبة
طبيعة الصوت البشري
يتكون الصوت نتيجة للحركة الناجمة عن ذبذبة الحبال الصوتية بسبب مرور الهواء الخارج من الرئتين، ويسمى في هذه الحالة نغما صوتياً خالصاً، ثمّ تتناوله أعضاء الكلام. فيقوم اللّسان، الشّفتان، الأسنان، سقف الحلق بالتّحويل.
تحوّله إلى الأصوات اللّغوية المعروفة أي إن الصوت ناتج عن عمل الرئتين والأعصاب الصّوتية في الحنجرة، ويرجع قوة الصّوت أو ضعفه إلى عمل الرئتين ويرجع حجمه من حيث الفخامة أو الرّقة إلى طبيعة الأعصاب الصّوتية. فإن كانت رقيقة أحدثت صوتًا رقيقا أو رفيعًا، وإن كانت غليظة أحدثت صوتًا يناسبها.
وهكذا اختلفت أصوات الناس كما اختلفت أجناسهم اختلافًا فطريًا، ولكن لكل صوت شخصيَّة وروح خاصة به، لذلك لا يوجد صوت قبيح أو جميل بل طريقة استخدامه وتوظيفه في المسرح أو في الحياة هي الجميلة أو ليست كذلك. لذا يمكن أن يكون الصّوت الأجش بالغ الجمال إذا امتلك روحًا وشخصيّة وتقنيات تخدم تواصله مع النّاس وتعبر عن مشاعره وأفكاره بوضوح ودفء.
طبقات الصــــوت الرئيسية:
البايس:
وهو النوع الذي تحدثه أغلظ الأعصاب الصوتية ويسمونه (القرار) ويعنون بذلك العمق، لأن منطقته (الصدر) وقدرته كاملة على الدّرجات السّفلى من السلم الموسيقي. وهذا النوع نادر الوجود ويعتبر صاحبه (لقطة) في عالم التمثيل مع أن الدّرجات العليا من السلم تصعب عليه، لكنه يصلح لأداء أدوار العظماء، والمسنين، الواعظين، الخيالات، الأشباح، والشّخصية المسرحية المؤثرة عامة.
الباريتون:
يشترك مع البايس في منطقة (الصدر) ويمتاز في القدرة على الأصوات العليا من السلم. ويصلح لتمثيل أدوار العظماء والوعاظ والأقوياء أيضًا بالإضافة إلى الممثل الذي يلعب أكثر من دور- إذ يمكن أن يأتي بصوتين مختلفين تماما وكأنهما لشخصين- والشخصيات الشريرة التي تبدل من ثوبها باستمرار.. وهكذا..
التينور:
أوسط الأصوات وخيرها وأقدرها على التنغيم والتكوين وهو خفيف له رنين مؤثر وحركته سريعة وفيه إلى جانب ذلك جلال وقوة ومنطقته( الحنجرة) ويصلح لتمثيل مختلف الأدوار.
الألتو:
أرق أصوات الرجال وأضخم أصوات النساء، واضح، لين، قوي ومنطقته (الحنجرة) ويصلح للرجال في حالة الثورة ويناسب الشخصيات الإنفعالية والمتحمسة عامة.
السوبرانو:
أرق أصوات السّيدات وأعلاها، وهو سريع مرن حاد جدًا، قادر على الدرجات العليا من السلم ومنطقته (الرأس).
معظم الناس تقتصر في الحديث على طبقة صوتها، وهذا يجعل الحديث على وتيرة واحدة مملة ويعبر عنها (بالمنوتون أي الرتابة) وبالتمرين يستطيع المتكلم أن ينتقل من طبقة الصوت إلى أخرى بسهولة ويسر دون أن يخشى النشاز أو الانتقال من منطقة الصدر إلى منطقة الرأس مباشرة، دون أن يمر بالحنجرة وهذا ممكن بالتمرين. فلبعض الناس قدرة عجيبة في تغيير طابع أصواتها، فتجد البعض يتكلمون بصوت خشن أو رقيق أو ترن أصواتهم كما الأطفال، وهذا ما يستغله الممثلون في الإفصاح عن الأفكار والعواطف. وتنويع الصوت بين الشدّة والسرعة والبطء مع استخدام طبقاته العالية والمنخفضة لهو الوسيلة الهامة في سيطرة الممثل على المشاهدين وإمتاعهم وهو سر جاذبيتهم في المسرح وبالتدريب على تنوع الأصوات، ما بين أرق نغمة في الكلام يمكن سماعها بسهولة وبين أشد نغمة وأجهرها، يمكن التأثير الكامل في المستمع أو المشاهد وجذب انتباهه.
والآن هل أصبح بإمكانك ان تصنّف طبقة صوتك؟
بكلّ الأحوال يمكنك البدء بتمارين تحسّن من أدائك الصّوتي عبر التقليد، خاصّة تقليد شخصيات الرسوم المتحركة!!
فنون
2640قراءة
2016-01-10 15:54:03